الرك ع التوقيت

نشر في 14-11-2019
آخر تحديث 14-11-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي ليست العسكرية فقط هي التي تقول إحدى نظرياتها إن "اختيار توقيت المعركة يمثل ما نسبته خمسين في المئة من نجاحها أو فشلها"، حتى السياسة الكويتية (علم السياسة الكويتية علم مستقل بذاته، لا شبيه له ولا مثيل) تقول إحدى نظرياتها إن "اختيار توقيت الاستجواب يمثل ما نسبته خمسين في المئة من نجاحه أو فشله"، إذا ما استثنينا الاستجوابات المقدمة لرئيس الحكومة، التي لا علاقة لها بتوقيت.

ولو أن استجواب وزير الداخلية قُدّم في أدوار الانعقاد السابقة، لتحولت جلسته إلى سرية. وهذا أمر مفروغ منه ومعلوم. ولا أظن أن المستجوب كان سيحصل على عشرة نواب لتوقيع طلب طرح الثقة بالوزير.

لكن من حظ وزير الداخلية، هنا، أن استجوابه جاء متزامناً مع استجواب وزيرة الإسكان (لاحظ أن التوقيت هنا كان هو العنصر الأساسي في الموضوع)، وهذا ما "ساعد" نواب الخدمات أن يتسابقوا على طرح الثقة بالوزيرة وتأييد الوزير، من باب "يجرح ويداوي"، أي أنه يستطيع الخروج أمام الناس ليقول لست نائب خدمات، بدليل أنني طرحت الثقة بأحد الوزراء، وبالطبع سيرفق ذلك "الإنجاز" في "السيفي" الخاص به، وينشره في مواقع التواصل الاجتماعي، ويغنّي عليه بألحان بليغ حمدي.

وعندما تسأله عن استجواب وزير الداخلية سيقول: "لسنا معارضة من أجل المعارضة، بل معارضة إصلاحية".

وهكذا يتضح أن التوقيت هو العامل الأساسي في المعركة. والمعركة هنا شخصية، لها علاقة بالكرسي، سواء من جهة النواب أو من جهة الوزراء.

back to top