اشتباكات سورية - تركية في رأس العين

الأسد ينتقد إردوغان... ولجنة الدستور تتجاوز البداية الصعبة

نشر في 10-11-2019
آخر تحديث 10-11-2019 | 00:00
أكراد يرمون الحجارة على دورية تركية بالقرب من بلدة المعبدة بالحسكة أمس الأول (أ ف ب)
أكراد يرمون الحجارة على دورية تركية بالقرب من بلدة المعبدة بالحسكة أمس الأول (أ ف ب)
على وقع اتهام جديد من الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره التركي رجب طيب إردوغان بدعم الإرهاب، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أمس، بين وحداتهما العسكرية في رأس العين الحدودية.

وغداة تمكن الجيش السوري، إلى جانب الوحدات الكردية، من استعادة السيطرة على قرية أم شعيفة الواقعة على الطريق بين تل تمر وأبو راسين في محافظة الحسكة، شنت القوات التركية والفصائل الموالية لها هجوماً مضاداً أمس على المنطقة، واستهدفت نقاطاً حكومية وسط أنباء عن سقوط ضحايا، بحسب المرصد السوري ووكالة وكالة «هاوار» الكردية.

وللمرة الثالثة منذ بدئه الانتشار على طول الشريط الحدودي، أرسل الجيش السوري تعزيزات نوعية جديدة تشمل كتيبة مشاة من الفرقة العاشرة مزودة بدبابات وأسلحة ثقيلة إلى الحسكة عن طريق الرقة مروراً بمنطقة أبيض، تزامناً مع إرسال القوات التركية تعزيزات إضافية وإقامة تحصينات في مناطق انتزعتها من الوحدات الكردية.

وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، شن الأسد هجوماً على إردوغان، مؤكداً أنه يدعم إرهابيي سورية، وأن أوروبا تتعامل بوجهين.

وأكد الأسد أن «أوروبا تخشى إردوغان وتحتاجه في آن»، معتبراً أن إرسال اللاجئين إلى أوروبا «أمر خطير».

وفي وقت سابق، شدد الأسد يوم الخميس الماضي على أن «إردوغان يمارس الزعرنة السياسية على أوسع نطاق»، معتبراً أنه «يحاول أن يظهر وكأنه صاحب قرار والحقيقة أنه وكيل أميركي في هذه الحرب».

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تم إحراز تقدم كبير في العملية السياسية بدور رئيسي من رعاة اتفاق أستانة، مؤكداً أن الاتفاقات مع تركيا كانت خطوة مهمة نحو استعادة وحدة أراضي سورية.

في غضون ذلك، طلبت واشنطن، أمس، من دمشق وموسكو وقف الغارات الجوية على المدنيين والبنى التحتية بإدلب، مشيرة إلى مقتل 12 شخصاً في يومين من جراء استهداف مدرسة وحضانة في بلدة السحارة.

وقالت المتحدثة باسم «الخارجية» الأميركية مورغان أورتاغوس إن «الحوادث الأخيرة التي سجلت تكشف مخططاً محدداً لشن هجمات على بنى تحتية ومدنيين من جانب القوات الروسية والسورية»، داعية «لتسوية النزاع عبر عملية سياسية تسهلها الأمم المتحدة، ووقف شن هذه الحرب في المناطق المدنية».

في هذه الأثناء، تزداد معادلة الوجود الأميركي في سورية تعقيداً مع اقتصار العمليات على مساحة صغيرة يصعب الدفاع عنها، والتركيز على «حماية» حقول النفط العائدة قانوناً إلى الدولة السورية.

سياسياً، أعلن موفد الأمم المتحدة غير بيدرسون أن «مباحثات لجنة الدستور المصغرة كانت أفضل من المتوقع»، مشيراً إلى جولة جديدة ستعقد في 25 نوفمبر الجاري.

ومن دون الخوض في تفاصيل، قال بيدرسون: «بدأ جميع الأعضاء تناول قضايا صعبة، وهذا أدى أحياناً إلى مباحثات شاقة جداً»، لكنه أشاد بهذه «البداية الجيدة جداً لأنهم استمعوا الواحد إلى الآخر».

وشدد رئيس الوفد الحكومي أحمد الكزبري على أن «الإرهاب قضية أساسية، وعلى جميع الأطراف أن يوافقوا على ذلك»، معتبراً أن وفده لم يأتِ إلى جنيف «لبناء دولة جديدة، فلسورية دستور وجيش ومؤسسات، ولكنه حضر لإصلاح الدستور ومطالبة الشعب لاحقاً بأن يتبناه».

وأقرّ رئيس وفد المعارضة هادي البحرة بأن المباحثات «لم تكن سهلة»، وقال: «كان علينا جميعاً أن نكون منطقيين وأن نتجاوز الخلافات»، كاشفاً أن ممثلي الحكومة والمعارضة لم يتصافحوا ولم يلتقوا إلا في قاعة الاجتماعات.

ورداً على سؤال عن الإرهاب، قال البحرة: «نحن ضد أي منظمة إرهابية»، لكنه كشف أنه اعتبر هو نفسه «إرهابياً» من جانب دمشق، مضيفاً: «تلاحظون أن هناك هوة كبيرة حول تحديده».

back to top