لبنان ينقسم بين «أحد الضغط» و«مهرجان الوفاء»

عون: «بحبكن كلكن يعني كلكن»
باسيل: لن نقبل ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم
جنبلاط: «كلام شعبوي»
«حزب الله»: لن نسمح بإملاءات أميركية في الحكومة الجديدة
● باسيل: أعتذر منك يا أمي
● «المبسوطة» من الشارع إلى المنصة!

نشر في 04-11-2019
آخر تحديث 04-11-2019 | 00:04
أنصار عون خلال تظاهرة دعم له في بعبدا شرق بيروت أمس    (إي بي ايه)
أنصار عون خلال تظاهرة دعم له في بعبدا شرق بيروت أمس (إي بي ايه)
انقسمت الساحة اللبنانية أمس إلى مشهدين: الأول صباحاً، حيث نزل آلاف الموالين للرئيس ميشال عون إلى الشوارع دعماً للعهد، بينما نزل مساء آلاف المؤيدين للحراك الشعبي، الذي بات يضغط لتشكيل حكومة تكنوقراط قد تمهد لانتخابات مبكرة.
بدا المشهد السياسي اللبناني منقسماً، أمس، بين شارعين، الأول تحت شعار "أحد الضغط" للضغط من أجل البدء فورا بمشاورات نيابية لتشكيل حكومة كفاءات، في مقابل "مهرجان الوفاء والدعم"، الذي شارك فيه مؤيدو رئيس الجمهورية ميشال عون.

وتجمّع آلاف الأشخاص صباح أمس في منطقة بعبدا (شرق بيروت) على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي تحت شعار "يا أهل الوفاء"، رافعين الأعلام اللبنانية وأعلاما برتقالية ترمز إلى "التيار الوطني الحر".

وامتدت الحشود على مسافة تقارب الكيلومترين، إذ ارتدى البعض اللون البرتقالي، في وقت حمل آخرون صور رئيس الجمهورية، وأخرى لزعيم "التيار الوطني الحرّ" وزير الخارجية جبران باسيل (صهر عون).

وأتى كل ذلك قبل ساعات من الدعوات التي وجّهت من المتظاهرين للتجمع في "ساحات الثورة". وتجمّع الآلاف في كفررمان (الجنوب)، حيث انطلق المتظاهرون في مسيرة لملاقاة المتظاهرين في النبطية، كما شهدت الساحات في صيدا وطرابلس ورياض الصلح وسط بيروت تجمّع الآلاف من اللبنانيين، وكان لافتا عدم مشاركة المناطق المسيحية في الدعوة إلى الاعتصام في مناطقهم، مكتفين بالنزول إلى الساحة وسط بيروت.

باسيل

إلى ذلك، قال الوزير باسيل، خلال التظاهرة الداعمة للرئيس عون، إن "الثورة هي انتفاضة على الظلم، لكن الثورة يجب ألا تَظلم، وإلا فستسقط، وليس من العدل أن نُظلم مرتين، مرة من رموز الفساد، ومرّة من ضحايا الفساد".

وأشار باسيل إلى أنّ "شعار كلن يعني كلن يجب أن يكون للمساءلة وليس للظلم، والكل يجب أن يكون تحت المحاسبة، ونحن أوّلهم، ولكن لسنا كلنا فاسدين وزعران"، مضيفاً: "الفاسدون بنوا قصورهم من مال الدولة ومال الناس، والزعران قاموا بتركيب الحواجز وأخذوا الخوات وذكّرونا بالحرب".

وشدّد على أنّ "الأولوية هي لتأخير الانهيار المالي لا لتسريعه، ودعونا نطالب بالمحاسبة لتنظيف سياستنا، وتحقيق مطالبنا بدولة مدنية من دون قلب النظام، بل بتطويره من خلال دستورنا، وننشئ مجلس شيوخ ونطبّق اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، وهكذا نبدأ بقانون موحّد للأحوال الشخصيّة، وننتقل تدريجياً للدولة المدنية، انطلاقاً من المادة 95 من الدستور".

وأكّد أنّ "المناصب لا تهم أمام الكرامة، وكرامتنا هي آدميتنا، ولا نقبل بأن تنتهي الثورة ببقاء الفاسدين ورحيل الأوادم، وبين الفاسدين شبكة مصالح لسنا قادرين عليها وحدنا، لكننا معكم قادرون".

وتابع: "نتعرض لحملات موجّهة ضدّنا، بلّشوها الناس الطيبون بكلّن، وأنهوها المحرّكون الأساسيون فينا وحدنا، وانتقلنا من كلّن لوحدن، لأن الهدف من الأساس هو إسقاط العهد والحذف السياسي النا، لكنني أقول لا احد يمكن أن يلغينا، لأنّنا شعب ولسنا فقط تياراً، وأكثر شي بيحذفونا جسدياً والشعب بكمل".

وقال: "أمامنا أيام صعبة وطويلة، وكنا نسابق الزمن لمنع الانهيار، إلا أن الفساد والهدر سبقونا، وفي الأزمات الكبيرة يظهر الخوف الذي نتفهمه والخيانة التي لا نتفهمها، ويجب ألا يكون بيننا لا خائف ولا خائن".

وبعد كلام باسيل، توجّه الرئيس عون بكلمة شكر إلى المتظاهرين. وقال: "لقد كثرت الساحات، وثار الشعب الذي يعيش عوزا، وحقوقه مفقودة، وفقد ثقته بدولته، وهنا تكمن المشكلة التي يجب حلّها عبر إعادة ثقة الشعب بدولته.

كثرت الساحات التي يجب ألا تكون ساحة ضد أخرى وتظاهرة ضد أخرى. وأنا أدعو الجميع الى الاتحاد، لأن الساحات الجديدة يلزمها الدعم والجهاد. فالفساد لا يذهب بسهولة، لأنه متجذر منذ عشرات السنين، ولا يمكن محاربته إلا عندما تبذلون الجهد اللازم وتساعدوننا على ذلك".

وأضاف: "رسمنا خريطة طريق تشمل ثلاث نقاط، وهي: محاربة الفساد، والنهوض بالاقتصاد، وإرساء الدولة المدنية. وهذا لا يمكن تحقيقه بسهولة، ونحن بحاجة لجهدكم، والى ساحة تتألف منكم ومن كل الذين تظاهروا لتدافعوا عن حقوقكم. فتحقيق هذه الأهداف هو من حقكم، في مقابل وجود الكثير من المعرقلين، ولذلك سنتواصل للاتفاق ونجاهد معا. جئتم لتقولوا لي نحنا معك، وأنا أقول لكم أنا معكم، ومن خلالكم أرى شعب لبنان كله. وأقول لكم أنا أيضا أحبكم، أحبكم كلكن يعني كلكن. عشتم وعاش لبنان".

إلى ذلك، غرّد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، بعد انتهاء خطاب رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون كاتبا: "عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاما مضت".

في السياق، اعتبر عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "أسوأ مشهد رأيناه، هو أن بعض الفاسدين ركب موجة الحراك، وبدأ يوجه ويرشد الحراك ليحمي نفسه، كما أن هناك أحزابا متهمة بالفساد ومسؤولة عما حصل من سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، أخذت الحراك الشعبي إلى معركة تصفية حسابات مع خصومها السياسية، فحولوا الأزمة الاقتصادية الصعبة إلى أزمة سياسية أصعب، ودفعوا البلد إلى الفوضى وخطر الانزلاق للفتنة".

وشدد خلال احتفال تأبيني أقيم، أمس، على أن "الذين خطفوا الحراك الشعبي، يتحملون مسؤولية إحباط الناس، ودفع البلد نحو خطر وانفجار الشارع والتصادم فيه، والذي إذا ما حصل، لا يعلم مداه، علما أننا ما زلنا حتى اليوم نواجه خطر الانزلاق إلى الفوضى والوقوع في الفتنة، وهذا أسوأ بكثير من الأزمة الاقتصادية". وختم قاووق مشيرا إلى أن "أميركا قد دخلت على الخط علنا، وتريد أن توظف الحراك الشعبي لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الاستقرار والوحدة الوطنية، لكن موقفنا في حزب الله واضح وعلني، وهو أننا لن نسمح للإملاءات الأميركية بأن تتسلل إلى الحكومة الجديدة، ولن نسمح لأميركا أن تحقق في هذه المرحلة ولا في أي مرحلة أية مكاسب سياسية".

باسيل: أعتذر منك يا أمي

توجه رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، أمس، برسالة الى والدته في مناسبة تظاهرة الدعم لرئيس الجمهورية ميشال عون إلى قصر بعبدا. وقال: "بعتذر منّك لأنّو بسببي طالك الأذى وانتِ ما ذنبك. بس انتِ علّمتيني حبّ لبنان، وانّو كرامتي الشخصيّة مش أهم من كرامة وطني... علّمتيني انّو ما حدا بيقدر يمسّ لك كرامتك الاّ اذا انت مسّيتها بعمل شائن، انتِ بتعرفي شو ربيّتِ يا امّي، تحمّلتي كتير بس الوقت كفيل يرجّعِلك حقّك ويبيّن الحقيقة". وكان البعض في تظاهرات الحراك يدأب على توجيه شتيمة الى والدة باسيل.

«المبسوطة» من الشارع إلى المنصة!

بعد انتشار فيديو ساخر لمناصرة "التيار الوطني الحر" جيهان خوري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يعود إلى عام 2016 عندما تم انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، والتي عبرت حينها عن سعادتها بعبارة "مبسوطة". وبعد الفيديو الذي انتشر بشكل كبير بطريقة ساخرة من أسلوب جيهان في التعبير عن سعادتها، اعتلت جيهان، أمس، المنبر في المسيرة الداعمة لعون، للرد على الحملة التي تعرّضت لها، وقالت: "مبسوطة لأني أحب أشرف رئيس جمهورية، وإذ هاجمني الف شخص فهناك مليون شخص يحبوني ويدعموني". وأضافت: "اليوم أنا مبسوطة أكثر مبسوطة كثير، البعض شتمني واتصل فيي ع اعتبار مبسوطة مسبة، بس أكثر بكثير منكم دعموني وبشكركم".

back to top