لم يُخلق القلب الطيب ليُكسر

نشر في 01-11-2019
آخر تحديث 01-11-2019 | 00:03
 د. نبيلة شهاب - عزمتوا فلانة؟

لا نسينا بس لا تحاتون إهي طيبة ما تشيل بقلبها.

- أمي ما تنسى وتظل تذكرني وتعايرني بغلطي ليل نهار، أنا الحمد لله أمي طيبة وايد تعاتب مرة وحدة وخلاص تسامحنا!

- زوجتي قلبها طيب كلمتين وترضى عادي عادي.

- ميخالف أنت قلبك طيب لا تزعل وسامحهم.

وما يدريكم ما الذي تركتموه وراءكم من ألم وهمّ وجروح داخل هذه القلوب الطيبة الرقيقة بحنانها الراقية بحبها لكم؟

فطيبو القلوب أقوياء في الغالب بثقة بالنفس عالية وترفّع عن الصغائر، لأن قلوبهم كبيرة تحتوي وتحتضن وتغفر وتسامح، ولولا ذلك لتأذت كثيراً من بعض التجريح والخذلان وعدم المراعاة الذي تواجههه بالصمت والتغاضي والترفع وإظهار الرضا والقبول.

طيب القلب ليس ضعيفاً لكنه رقيق القلب نقي السريرة، حباه الله بتلك السمة المميزة لموازنة الكثير من أمور الحياة، فطيب القلب أكثر رحمة وتعاطفاً مع الضعفاء والمنكسرين والمهمومين والفقراء والمحتاجين، يرق قلبه لهم بسهولة ويستمع لهم بتعاطف ورحمة، وكذلك نجده يميل إلى جانب اللين والتسامح والتغاضي والتسامي في الكثير من مواقف الحياة وخاصة المتأزمة منها، فاللين في بعض المواقف هو سيد الحلول، وهو لا غيره المطلوب للتوافق مع ما يستجد من أمور وللتغلب على أي أزمة أو مشكلة موجودة.

فكما يقال: "اللين قوة جبارة"، ونقول بلهجتنا "الطِيب يغلب الطبيب"، ونكرر طيبة القلب ليست ضعفاً بل قوة إن كانت في موضعها ووقتها الصحيحين.

ولكن من مهازل الحياة أن بعض الناس يحسبون حساباً لقاسي القلب القوي حتى الفظّ منهم، لأنه يعرف كيف يؤلمهم دون أن يتأثر، خلاف طيب القلب رقيقه الذي يتألم لألم الآخرين، حتى لو لم يكن هو السبب في ذلك.

باختصار طيبة القلب نعمة وهدية من السماء بشرط ألا تتعدى حدودها لتصبح هواناً وضعفاً يستغله ضعاف النفوس.

back to top