تداعيات مثيرة للجدل ترسم صورة مستقبل الطاقة

نشر في 29-10-2019
آخر تحديث 29-10-2019 | 00:00
No Image Caption
يقول أحد خبراء الطاقة، إنك تستطيع فصل الماء عن النفط لكنك لا تستطيع فصل السياسة عنه، وربما تثبت الأحداث المتعاقبة في إيران والعراق وليبيا وفنزويلا صحة هذه الفرضية، التي تبدو عصية على الحل في الوقت الراهن، على الأقل.

وبحسب خبراء الطاقة، من الصعوبة بمكان القول، بشكل مؤكد، كيف سيكون مستقبل النفط لأن الجواب سوف يحدد مصير الإنسانية في القرن المقبل.

ودفعت تقلبات أسعار الخام وعدم انتظام إمداده الدول الصناعية على اختلافها إلى البحث عن بدائل تتمثل بشكل بديهي في تطوير مصادر الطاقة المتجددة وعدم التعويل التام على الوقود الحفري في رسم صورة المستقبل.

في غضون ذلك، وفيما ارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي مدفوعة بتوقعات سلبية من منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وشكوك جيوسياسية غير محددة، عادت مشاعر الحذر من جديد إلى السوق نتيجة ازدياد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي محتمل في المستقبل المنظور.

وتظهر أرقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن صادرات البنزين والديزل والمنتجات المكررة الأخرى لم تحقق سوى قفزة طفيفة في النصف الأول من هذا العام إذ وصلت إلى 5.47 ملايين برميل في اليوم، وعزت الإدارة ذلك التراجع إلى ضعف تشغيل المصافي وتباطؤ الاقتصاد بصورة عامة.

وفي تطور لافت، أعلنت شركة «روسنفت» الروسية اعتماد اليورو بدلاً من الدولار في عقودها النفطية من أجل تجاوز العقوبات الأميركية المفروضة عليها بحسب خطة جديدة وضعتها الحكومة الروسية.

وفي الولايات المتحدة استبعدت شركة «شيفرون» المخاوف المتزايدة من قصر فترة الازدهار في صناعة النفط الصخري، وقال ستيف غرين وهو رئيس الشركة في أميركا الشمالية: «نتوقع وتيرة نشيطة وصحية وطويلة في حوض بيرميان وتكساس تستمر عقوداً كثيرة مقبلة».

من جهة أخرى، توقع الخبير والمؤرخ النفطي دانييل يرغن، وهو مؤلف كتاب «الجائزة: ذروة السعي إلى النفط والمال والقوة» أن يستمر الطلب على النفط بالازدياد على الرغم من التركيز الشديد على الحد من الانبعاثات الغازية والحرص على نجاح أجندة المناخ.

لكن يرغن أضاف أنه لا يستبعد حدوث تغير محتمل في اتجاه الأسواق على الرغم من صعوبة التكهن بأي حصيلة يمكن أن تشكل اختراقاً غير محتمل في الفترة الراهنة، مشيراً إلى أن التغير الكبير قد يتمثل في الاندماج بين وادي السيلكون وهيوستن.

تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن شركات النفط الكبرى شرعت في حجب رهانها وتعويلها على المستقبل نتيجة ضغوط من جانب المستثمرين، كما تشعر بقلق إزاء جوانب التنظيم في المستقبل.

back to top