نحن والأحزاب

نشر في 29-10-2019
آخر تحديث 29-10-2019 | 00:09
لقد جربنا في عالمنا العربي كل أنواع الأحزاب بلا استثناء، فلن نستطيع أن نشير إلى أي بلد عربي شهد تطوراً أو نمواً من خلال حكم أي من تلك الأحزاب، بل نستطيع أن نقول، بكل شفافية، إن بعض تلك الأحزاب قد أدى إلى تراجع وتخلف تلك الدول.
 يوسف عبدالله العنيزي في الكويت الحبيبة يدور الآن حوار يدل على ديمقراطية متأصلة وحرية إبداء الرأي والتعبير، وذلك حول موضوع تقنين إقامة الأحزاب وإنشائها، ولنا في هذا المجال تساؤل مستحق: أي نوع أو توجه أو صبغة من الأحزاب التي يرغب البعض في إقامتها في الكويت؟

لقد جربنا في عالمنا العربي كل أنواع الأحزاب بلا استثناء، فلن نستطيع أن نشير إلى أي بلد عربي شهد تطوراً أو نمواً من خلال حكم أي من تلك الأحزاب، بل نستطيع أن نقول، وبكل شفافية، إن بعض تلك الأحزاب قد أدى إلى تراجع وتخلف تلك الدول.

وهناك قائمة طويلة من مختلف التوجهات التي سادت على الساحة العربية خلال عقود من السنين كالأحزاب الإسلامية والطائفية، والأحزاب الليبرالية والماركسية، والأحزاب الوطنية والقومية العربية، وغيرها من الأحزاب التي أدت بالضرورة إلى التخلف، وبروز مشاكل غاية في القسوة، مثل مشاكل سوء التعليم والبطالة والفقر وفقدان الأمن والاستقرار، ولعل أقساها الدخول في حروب أهلية حصدت الأرواح وخلفت المشردين ودمّرت القرى والمدن.

ولنا أن نستشهد ببعض الأمثلة مما حدث في بعض بلادنا العربية، ففي سورية الحبيبة خرج الشعب ينادي "الشعب يريد إسقاط النظام"، فسقط الشعب وبقي النظام، أما في مصر المحروسة فخرج الآلاف أو الملايين من الشعب ينادي "مش حنمشي هو يمشي" ومشى، وفي السودان الشقيق خرج الشعب ينادي بإقامة حكومة مدنية وإسقاط حكم العسكر الذي استمر على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، وسقط حكم العسكر وقام "المجلس العسكري" بتشكيل حكومة مدنية، وسكت الشعب. أما في ليبيا الشقيقة فقد قام الشعب بإسقاط الحاكم، فتلاشت الدولة العظمى، وفي الجزائر قام الشعب بالمطالبة بتنحي الرئيس وتنحى ونزل الشعب إلى الشارع يبحث عن رئيس وما زال حتى الآن، أما في اليمن السعيد فقد ضاعت السعادة تحت هدير الدبابات وأزيز الطائرات وانفجار الصواريخ منذ ما يزيد على أربع سنوات ولا يزال، وفي العراق الشقيق سقط الشهداء واستمرت الأحزاب، وفي فلسطين الجريحة قامت الأحزاب بتقطيع أوصال الوطن حتى قبل تحريره.

والآن تم إيصال التيار إلى الشارع اللبناني فاشتعل ونزل الشعب بكل انتماءاته وأطيافه، ينادي بإسقاط النظام والأحزاب، وفي اعتقادي أن الشعب سيسقط وتبقى الأحزاب لأنها تملك مفاصل الدولة اللبنانية، فالنظام اللبناني فريد من نوعه، ومن ناحية أخرى لعلنا نتفق على أنه في حال حكم أي حزب لأي بلد سيكون أشد قسوة ودكتاتورية من أي نظام آخر.

ولنا هنا أن نتساءل: لماذا تنجح الأحزاب في أغلب دول العالم وتفشل في عالمنا العربي؟ ومن ناحية أخرى فالأحزاب قائمة في الكويت ومنذ زمن طويل وتحت مسميات متعددة، ولكن في اعتقادي أن لها نكهة كويتية من أهمها الحرص على الديرة وأهلها ونظامها، ويشهد التاريخ على مدى ما يزيد على أربعمئة عام، ويشهد عليه شهداء بيت القرين وأبطال المقاومة الوطنية وأعضاء الوفود الشعبية التي جابت دول العالم لحشد الدعم لقضية الكويت وتحريرها.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top