فعاليات تشكيلية تعزِّز التراث المصري وتحتفي بإفريقيا

انطلاق الدورة الثانية عشرة للمهرجان السنوي للحِرف التقليدية

نشر في 28-10-2019
آخر تحديث 28-10-2019 | 22:00
تشهد مصر حالياً فعاليات للفنون التشكيلية تركّز على التراث المصري، ومنها ما يوضح تراث القارة الإفريقية.
تشهد مصر حالياً مجموعة من الفعاليات التشكيلية المهمة التي يركّز بعضها على تعزيز التراث المصري، في حين يحتفي الآخر بالقارة الإفريقية، إلى جانب معارض أخرى تتنوع اتجاهاتها، منها معرض «أشيائي المفضلة» الذي يقام في القاهرة، ويضم أعمال 12 فنانة، ومعرضا للنحات محمد إسحق تحت عنوان «رؤية نحتية» في مدينة الإسكندرية.

وافتتحت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، قبل أيام، الدورة الثانية عشرة للمهرجان السنوي للحرف التقليدية والتراثية، تحت عنوان «الحرف التراثية وتنمية إفريقيا»، وذلك بمركز محمود مختار الثقافي بالقاهرة.

ويُعد المهرجان إحدى الفعاليات النوعية المهمة على أجندة الأحداث الفنية السنوية في مصر، وفي كل عام يجتمع نخبة من الفنانين والحرفيين لتقديم إنتاجهم وأعمالهم في مختلف مجالات الفنون التراثية والأزياء والمنتجات البيئية، فضلا عن مجموعة من الورش الفنية الحية.

الهوية المصرية

وقالت وزيرة الثقافة إن المهرجان يسهم بدور كبير في تعزيز دور الدولة الأصيل للمحافظة على الهوية المصرية والموروث الثقافي الشعبي، وأضافت في تصريحات لها: «في عام رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي تأتي هذه الدورة لتؤكد اعتزاز مصر بجذورها الإفريقية، ويتجلى هذا عبر الإنتاج الحرفي الذي يعكس تأثر الشخصية المصرية بهذا الانتماء، وعمق وامتداد التواصل الوجداني والثقافي المصري الإفريقي».

يُشار إلى أن حفل الافتتاح تضمن عرضا للأزياء التراثية مستوحى من البيئتين المصرية والإفريقية، ومعرضا للمنتجات التراثية والتقليدية والبيئية (مشغولات خشبية، وأعمال نسيج، ومشغولات جلدية، ومعلقات، وشفتشي، وأعمال قشرة خشب، ومشغولات نحاسية وزجاجية)، وورشا فنية حية، وفقرة للفنون الشعبية.

«أشيائي المفضلة»

تستضيف قاعة «المشربية للفن المعاصر» في القاهرة معرض «أشيائي المفضلة»، الذي يتناول القصص الشخصية والقراءات الذاتية للعالم كحلقة وصل تربط بين الرؤى الفنية والبصرية لعدد من الفنانات التشكيليات.

وتشارك في المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، 12 فنانة، من بينهن الفنانة الشابة مروة طلعت، التي قدمت عملا بعنوان «رحم مبطن» مكوّن من لوحتين عبارة عن أعمال كولاج من خامات متنوعة من الأقمشة الساتان والتُلّ وخيوط الصوف والسيرما الملونة، وعبّرت الفنانة من خلال أعمالها عن الجنين داخل الرحم المبطن باستخدام هذه الخامات والأقمشة المطبوع عليها.

وقالت طلعت: «أحاول في أعمالي التعبير عن مشاعري كامرأة، أحياناً تكون تجربة أو قضية تمرّ بها نساء غيري، وأقوم بمعالجة أشكالي بطريقة الخياطة اليدوية بخطوط متعددة وخامات متنوعة كأسلوب شديد الأنثوية».

أما أماني نبيل فقد رصدت أعمالها ملامح العاصمة المصرية ورموزها مع ألعاب الفيديو المرتبطة بالطفولة، وأعادت صياغتها، لكنها ظلت محتفظة بأصالتها من خلال أسلوب الغرافيك، وبدا ذلك بوضوح من خلال تمثال أديب «نوبل»، نجيب محفوظ، وكوبري قصر النيل الشهير وبرج القاهرة، بعد أن انتقلت بها إلى عالمها الخاص الذي يحضر فيها «سوبر ماريو» أحد أشهر وأقدم ألعاب الفيديو.

في حين مزجت آلاء أيمن بين فن الفوتوغرافيا والكولاج والغرافيك، باستخدام الخيوط والزهور المجسمة، لإضفاء تعبيرات بارزة على سطح الصور ومنحها انفعالات واضحة.

مفاهيم جمالية فلسفية

وبرعاية رئيس قطاع الفنون التشكيلية بالقاهرة، خالد سرور، يستضيف مركز محمود سعيد للمتاحف بمدينة الإسكندررية الساحلية معرضا للفنان محمد إسحق بعنوان «رؤية نحتية»، يعبّر من خلاله عن مفاهيم جمالية فلسفية.

ووفق سرور، تُعد المسيرة الفنية للمثال إسحق تجسيدا لحياة مبدع صاحب تجربة ورسالة عنوانها شديد الارتباط ببيئته وشديد الصلة بتاريخ وحضارة أجداده المثالين العظام.

وأهم ما يميّز إسحق هو مرونة أسلوبه وأفكاره الابتكارية مع كل خامة وفقا لخصائصها، وأعماله بعد درامي يعتمد بشكل واضح على مخزون الذاكرة وعلى مفاهيم جمالية فلسفية تهدف إلى الإثارة الذهنية للمشاهد عبر مشهد خارجي يعكس مجموعة من الدلالات الإيحائية مترافقة مع رمزية نابعة من الذات الداخلية لترشدك فور رؤيتها إلى شخصية الفنان.

في حين قال الفنان إسحق عن معرضه إنها رحلة بين الطبيعة والمخزون الثقافي القديم والمعاصر، لافتا إلى أن هذه الرحلة تعبّر عن حال المبدعين في البحث ورؤية الطبيعة والتأثر بما حولهم من عناصر موجودة مثل الإنسان والطير والنبات والحيونات.

يذكر أن إسحق أستاذ النحت والعميد الأسبق لكلية الترية الفنية في جامعة حلوان، ويشارك في الحركة الفنية منذ عام 1981، له العديد من المعارض الجماعية والخاصة في مصر وخارجها، ونال العديد من الجوائز.

أقمشة الساتان والتُّل والصوف والسيرما الملونة أبرز خامات «أشيائي المفضلة» مروة طلعت
back to top