هل يتكرّر سيناريو فنزويلا مع بوليفيا؟

واشنطن قد تعلن موراليس رئيساً غير شرعي

نشر في 28-10-2019
آخر تحديث 28-10-2019 | 00:03
متظاهرون في لاباز احتجاجاً على إعادة انتخاب موراليس أمس الأول   (رويترز)
متظاهرون في لاباز احتجاجاً على إعادة انتخاب موراليس أمس الأول (رويترز)
أثارت إعادة انتخاب الاشتراكي إيفو موراليس لولاية رئاسية رابعة تساؤلات عن مستقبل بوليفيا؛ فهل ستصبح نظاما مستبدا معزولا على الساحة الدولية، كما هي حال نظام نيكولاس مادورو في فنزويلا؟

وبينما تطالب المعارضة وآلاف المحتجين بدورة ثانية للانتخابات الرئاسية، قال الرئيس البوليفي اليميني السابق خورخي كيروغا (2001-2002): "حان وقت الاختيار بين الديمقراطية والتسلّط... جمهورية بوليفية او مادورولاند، الحرية أو الدكتاتورية".

ورأى الطالب ستيفاني الذي يطالب مع طلبة آخرين في الشارع بتنظيم دورة ثانية للاقتراع: "لا نريد أن نكون فنزويلا أخرى، ايفو (موراليس) أصبح دكتاتورا. لم نعد نرغب فيه، ولهذا نغلق الشارع".

وصرح موظف أميركي رفيع المستوى، طلب عدم كشف هويته، بأن واشنطن قد تعلن موراليس رئيسا غير شرعي إذا رفض تنظيم دورة ثانية، من دون أن يقارن الوضع في بوليفيا بفنزويلا.

لكنه أضاف أنه من غير الوارد الاعتراف بخصمه الأبرز كارلوس ميسا، لأن هذا الاخير لم "يفز في الانتخابات".

لكن السؤال، حسب المصدر ذاته، هو معرفة ما اذا كان "موراليس يملك هامشا كافيا أمام منافسه لتفادي دورة ثانية. لا نعتقد ان الأمر كذلك".

وتمر فنزويلا التي كانت إحدى أغنى دول المنطقة، عقودا طويلة، بفضل عائداتها من النفط، بواحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية في تاريخها المعاصر، خصوصا بسبب تراجع انتاجها والارتفاع الهائل لنسبة التضخم. وغادر نحو 3.6 ملايين فنزويلي بلادهم منذ بداية 2016، بحسب الامم المتحدة.

وبدأ مادورو يبتعد عن الدستور بعد فوز المعارضة الفنزويلية في الانتخابات التشريعية في نهاية 2015. ومنذ بداية 2019، اعترفت أكثر من 50 دولة بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا.

لكن بعد 10 أشهر تبدو نجاحات غوايدو محدودة، وبدأ دعم أنصاره يتلاشى والشك يدب في المجتمع الدولي بشأن فرص نجاحه.

إلى جانب مادورو، وريث الزعيم الراحل هوغو شافيز (1999-2013)، يعد موراليس أول حاكم لبوليفيا من السكان الاصليين، أحد آخر ممثلي "اشتراكية القرن الحادي والعشرين".

ووصل موراليس، الذي بلغ الستين من العمر أمس الأول، الى الحكم في 2006، وأعيد انتخابه مرتين بأغلبية ساحقة من الدورة الاولى وسط شعبية جارفة. لكن فوزه الاحد الماضي في الدورة الاولى بعد عملية فرز شابتها اتهامات "تزوير"، كان موضع احتجاج من منظمة الدول الاميركية وقسم من دول اميركا اللاتينية.

بيد أن نجم موراليس بدأ يخفت في السنين الاخيرة، ولم يغفر له قسم من البوليفيين يتهمونه بتوجه "استبدادي"، ترشحه لهذه الانتخابات، رغم رفض مواطنيه في استفتاء فبراير 2016 تعديل الدستور الذي كان ينص على ولايتين رئاسيتين فقط. وتجاوز ذلك الرفض من خلال قرار للمحكمة الدستورية المؤلفة من مقربين من النظام.

ورغم مخاوف المعارضة لا يتوقع أن تكون بوليفيا فنزويلا أخرى، حسب المحلل كارلوس بورث. وأوضح بورث "ان تركيبة المجلس التشريعي ما زالت تدعمه، ويملك الاغلبية بين النواب وأعضاء مجلس الشيوخ (...) ولا يوجد خطر مأزق مؤسساتي".

لكن في المقابل "في فنزويلا هناك سيطرة تامة للشرطة والجيش، وهذا ليس حال بوليفيا، حيث رفض شرطيون في بوتوسي قمع متظاهرين، كما عبر جنود احتياط عن موقف مماثل"، بحسب سيباستيان يوريوستي استاذ العلوم السياسية العائد من مهمة مراقبة في بوليفيا.

back to top