ماذا يحدث؟

نشر في 27-10-2019
آخر تحديث 27-10-2019 | 00:18
 حسن العيسى ماذا يحدث في العالم، من لبنان، والعراق، حتى تشيلي في أميركا اللاتينية؟ مظاهرات ضخمة ضد أنظمة الحكم. بعض الكتاب صور، مثلاً، ما يحدث في لبنان بأنه ثورة ضد كل الأوضاع من فساد واستغلال القلة المتنفذة (الدولة العميقة)، وانعكاس ذلك على الطبقة الوسطى في معاناتها اليومية وتجرعها القلق الكبير من غدها. روجر كوهن في "نيويورك تايمز" يقول إن الربيع العربي وصل أخيراً إلى لبنان، وإن اللبنانيين قرفوا من كون بلادهم مكاناً يستأجر لحرب الوكالات لدول الغير.

فريد زكريا في "الواشنغتون بوست" يذكر أن سبب ما يحدث هو تباطؤ النمو في العالم (زادها حروب الرئيس ترامب التجارية)، وأن هذا التباطؤ أصاب الطبقة الوسطى بمقتل، مجرد فرض رسم على "واتساب" يصبح القشة التي تقصم ظهر البعير في لبنان، ورفع سعر تذاكر قطارات الأنفاق في تشيلي أوصل إلى ذات النتيجة. العراق، أصبح مستنقعاً للفساد، وتطبيق الديمقراطية بتلك الصورة شرع أبواب الدمار على مصاريعها.

أيضاً في السنوات الأخيرة، ومع تباطؤ معدلات النمو العالمية، وما يرافقها من صعوبات معيشية لمتوسطي الدخول لابد أن ترفع المشاعر القومية والانغلاق في عدد كبير من دول العالم، وفي الشرق الأوسط سيزداد الوضع هشاشة.

ماذا عن دول الرفاه الخليجية؟ طبعاً، كلها تأثرت من تراجع النمو وتراجع أسعار سلعتهم الوحيدة، لكن الدول التي اجتهدت (أو تحاول) لتعدد مصادر دخلها مثل الإمارات هي في وضع أحسن من غيرها بالمستقبل.

يمكننا هنا في الكويت أن نجلس أمام شاشات التلفزيون، ونتابع ما يحدث في لبنان أو العراق، قد تتزايد دقات نبضات القلب بعض الشيء لمن لهم ملكيات عقارية في الدولة اللبنانية الذين سيقلقون على كيفية قضاء الإجازة القادمة في بلد التفاح، غير هذا، لا شيء، مع أننا نتشارك مع الأشقاء في لبنان والعراق ومعظم بقية دول الغم في عامل الفساد، وعجز المؤسسات العامة في تقديم أبسط الخدمات للبشر (لبنان) أو سوئها ورداءتها مثل حالتنا.

تبقى النهايات مختلفة قليلاً، فما زلنا نعتقد أننا على جبال النفط التي ستعصمنا من الطوفان، نجلس ونتفرج ونبتسم قليلاً على بؤس الغير، وننسى أن جبلنا سيتبدد هباء غداً، وأن ريح الفساد العاتية واحدة هبت على دولنا بصورة واحدة، لكن هنا يمكننا التحمل أكثر منهم، بعون مراهم الرواتب والكوادر والمشروعات الصغيرة وغيرها، لكن ماذا لو أغلقت هذه الصيدلية وتلك العيادة النفطية أبوابها، ما العمل؟!

back to top