آمال : المطر... كارثة طبيعية!

نشر في 24-10-2019
آخر تحديث 24-10-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي استطاعت حكومتنا- حفظها الله- التلاعب بعلم الجيولوجيا، بعد أن نقلت المطر من فصيلة الظواهر الطبيعية التي يحبها وينتظرها البشر والحيوان والنبات والأرض بلهفة العاشق، إلى فصيلة الكوارث الطبيعية التي تخيف البشر والحيوان والنبات والأرض.

سابقاً كنا "نتباشر" بالمطر، ونعشق رائحته، ومنظر السحاب الكثيف المتكدس استعداداً لهطول المطر، وكان شعراؤنا يتغزلون بالمطر، والناس يتسابقون للخروج والتنزه ووو...، واليوم أضحينا ننتظر هطول الأمطار برعب كمَنْ ينتظر حدوث كارثة.

والمصيبة لا تتوقف عند هذه النقطة، ولا في تلفيات الأملاك الخاصة والعامة من سيارات وشوارع وبنى تحتية وخرير مبانٍ وغير ذلك، ولا في تعطل الحياة طوال فترة الأمطار... لا، بل تتجاوزها وتفرخ مصائب أخرى، خذ عندك؛ فريق من النواب سيتكسب من هذا الأمر فيستجوب الوزير المعني بلا رغبة صادقة في محاسبته، وفريق آخر سيتكسب بالوقوف ضد الاستجواب، وتبدأ حرب كلامية لا تنتهي بين الفريقين. والنتيجة صفر مربع.

ثم يتصاعد همس الناس فيتحول إلى صراخ غاضب تجاه هذه الحكومة الفاسدة، فتفلت بعض الكلمات من أفواههم، أو من كتاباتهم في مواقع التواصل، فتُرفع عليهم القضايا، فيدخلون في حيص بيص، وكأن مصيبة تلف أملاكهم لم تكن تكفي.

ثم تأتي السنة القادمة تجري كما تجري طفلة، لا تعلم ما الذي ستجلبه إلينا من كوارث، فتأتي أمطارها معها، فندخل الدوامة ذاتها من جديد.

back to top