إيران تخسر في لبنان والعراق فهل تنسحب دون قتال؟

نشر في 24-10-2019
آخر تحديث 24-10-2019 | 00:05
مؤيد حزب الله في لبنان وهو يحمل علم حزب الله
مؤيد حزب الله في لبنان وهو يحمل علم حزب الله
تقول الزميلة الزائرة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، حنين غدار، في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» إن إيران تخسر الشرق الأوسط، كما تظهر احتجاجات العراق ولبنان، وسبب الخسارة هو أن إيران قد تكون ماهرة في بناء النفوذ، لكنها ليست جيدة في إدارته بعد ذلك.

وتشير غدار الى أن إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 كان لديها خطة مفصلة لتصدير الثورة خاصة للدول التي تعيش فيها أقليات شيعية كبيرة. وطبقت طهران الخطة بصبر وأناة وقبلت الهزائم الصغيرة وعينها على الهدف الكبير وهو: الهيمنة على العراق واليمن ولبنان وسورية.

وتضيف أن إيران تبدو اليوم قد انتصرت في اللعبة الكبيرة من خلال كتلة نفوذها في لبنان عبر كتلة برلمانية شيعية كبيرة، واستطاعت الحفاظ على نظام بشار الأسد بسورية، وعززت سلطتها في العراق من خلال الميليشيات التي دعمتها، لكن ما نسيته هو ماذا سيحدث في اليوم التالي والرؤية الاجتماعية- الاقتصادية للحفاظ على قاعدة الدعم لها. وتضيف أنه في العراق ولبنان ساعدت إيران جماعاتها بالمال والسلاح لتمكينها من السيطرة على مؤسسات الدولة، بحيث أصبح همّ هذه الجماعات في كلا البلدين شيئا واحدا، هو حماية المصالح الإيرانية بدلا من توفير الخدمات لشعبي البلدين.

شيعة لبنان

وعن التظاهرات التي تجتاح لبنان منذ 7 أيام، تقول غدار إن الأهم فيها هو أن الناس لأول مرة تحولوا ضد حزب الله الذي طالما قدم نفسه منذ إنشائه في الثمانينيات من القرن الماضي على أنه حامي الفقراء والمحرومين. وتلفت الى أن قرار الامين العام لحزب الله حسن نصرالله دعم حكومة سعد الحريري لم يكن بدون تخطيط، لكن صور المتظاهرين الشيعة وهم يشاركون مواطنيهم في مدن لبنان أخافت قيادة الحزب الذي بات ولأول مرة مصدر غضب للشيعة الذين تظاهروا في معاقله بالنبطية جنوب لبنان، بل حرقوا مكاتبه.

الأزمة المالية

وترى أن السبب الأول في خروجه الشيعة على حزب الله، هو الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب جراء مشاركته المكلفة في سورية والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، بشكل اضطره لقطع الخدمات والرواتب وتوسيع الفجوة بين فقرائه وأغنيائه. كما أن معظم الذين جندهم الحزب للقتال في سورية كانوا من أبناء الأحياء الشيعية الفقيرة، في حين انتفع المسؤولون من الثروات وهو ما زاد من مستويات الحنق على الحزب.

بري

وتعتقد غدار أن السبب الثاني هو قبول مناطق الحزب مكرهةً لنبيه بري رئيساً للبرلمان، باعتباره أهون الشرين من أجل الحفاظ على الكتلة الشيعية في البرلمان. فـبري، حسب الكاتبة، معروف بالفساد بشكل يتناقض مع خطاب النزاهة والشفافية الذي يقدمه الحزب لأتباعه. وعندما بدأ الاقتصاد بالتدهور في نفس الوقت الذي قلت فيه أموال الحزب، باتت ثروة وفساد بري موضوعاً لا يمكن للكثيرين التسامح معه كما في الماضي.

الهوية الوطنية

أما السبب الثالث، فهو تركيز الحزب على الجانب العسكري وانتصاره على إسرائيل عام 2000 ثم حرب يوليو 2006 وحربه في سورية، التي زعم أنه انتصر فيها على المتطرفين السنة، إلا أن هذه الانتصارات لم تنعكس بشكل إيجابي على حياة الناس العاديين. وربما استفادت إيران من انتصارات الحزب، لكن شيعة لبنان أصبحوا أكثر عزلة من الماضي. ولهذا السبب فانضمامهم للتظاهر هو محاولة لتأكيد هويتهم اللبنانية على الهوية الدينية التي خيبت أملهم.

حرب

وترى غدار أن إيران لن تتخلى عن نفوذها بدون حرب، وتحذر من امكانية أن تلجأ إيران وحليفها نصرالله في لبنان إلى القوة كما فعلت في العراق حيث تجري تظاهرات جديدة الجمعة.

صورة مختلفة

وتنهي غدار بالقول إن التقارير الأخيرة تظهر هشاشة القوة الإيرانية في المنطقة، وهذا غير الصورة التي لدى العالم عنها. وعلى هذا العالم معرفة أن المذهب الشيعي ليس ملكا لإيران وحدها، وبدء العمل مع المجتمعات الشيعية خارجها.

back to top