الحريري يسعى إلى تعديل حكومي... والشارع على حاله

• 3 وزراء أو أكثر مرشحون للتغيير... ورئيس الحكومة يصطدم برفض عون «تطيير» باسيل
• «كرٌّ وفرّ» بين المتظاهرين والجيش حول فتح الطرقات... ودعم دولي خجول لإقرار الإصلاحات

نشر في 23-10-2019
آخر تحديث 23-10-2019 | 00:05
متظاهرون في ذوق مصبح شمال بيروت (أ ف ب)
متظاهرون في ذوق مصبح شمال بيروت (أ ف ب)
بعد فشل إقرار الورقة الإصلاحية وموازنة 2020 في تهدئة الشارع اللبناني الذي يتظاهر منذ 6 أيام، يتّجه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى إجراء تعديل وزاري، يصطدم حتى الآن برفض مبدئي من رئيس الجمهورية ميشال عون لإزاحة جبران باسيل أحد أكبر أهداف الحراك الشعبي.
بدا واضحا من التحركات الشعبية التي حافظت على زخمها، أمس، أن ورقة الإصلاحات التي أقرتها الحكومة، لم تنل رضا الشارع، وأن جرّة الثقة انكسرت تماما بين اللبنانيين والسلطة الحاكمة.

وفي وقت بقيت، لليوم السادس على التوالي، الطرقات مقطوعة والمتظاهرون على الأرض، قالت مصادر سياسية مطلعة إن "حركة اتصالات متسارعة تجرى بين كبار المسؤولين في الدولة والقوى السياسية من جهة وبين عدد من دوائر القرار في الدول المهتمة بالشأن اللبناني محورها إجراء تعديلات وزارية أساسية في الحكومة اللبنانية ترتكز الى إقصاء بعض الوجوه التي تشكل استفزازا للبنانيين المحتجين في الشارع، وأخرى أثبتت فشلها في إدارة شؤون وزاراتها"، موضحة أن "الاقتراح المشار اليه يحظى برضا الشريحة الأوسع من السياسيين، غير أنه ما زال يصطدم برفض رئاسي مطلق تحديدا لناحية تغيير وزير الخارجية جبران باسيل".

وأشارت المصادر الى أن "نصائح خارجية عدة أسديت الى رئيس الحكومة سعد الحريري بوجوب الركون الى هذا الخيار، باعتبار أنه لا مخرج آخر متاحا راهنا لوقف ثورة الشارع التي تهدد في حال استمرارها بانهيار شامل على مختلف المستويات يصعب الخروج منه، خصوصا إذا أسقط الشارع الحكومة برمتها، ودخلت البلاد في الفراغ والمجهول"، لافتة الى "ضرورة اقتناع الجميع بوجوب الاستماع الى نبض الشارع وإحداث التغيير المنشود بالحد الأدنى من الخسائر السياسية، وإلا فإن الهيكل سينهار على رؤوس السياسيين قبل أي لبناني آخر". وقالت إن الاقتراح الأكثر ترجيحا هو خروج "وزير الاتصالات محمد شقير المسؤول عن اندلاع الشرارة الأولى للثورة، إضافة إلى وزير المالية علي حسن خليل المسؤول عن السياسة المالية للدولة، والوزير باسيل".

كما تحدثت معلومات أخرى عن إمكانية أن يشمل التعديل الوزير وائل أبوفاعور عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ويوسف فنينانوس عن "المردة"، إلى جانب خليل وباسيل.

مجموعة الدعم الدولية

وكان الحريري قد استأنف نشاطه في السراي الحكومي، أمس، ملتقيا تباعا سفراء مجموعة الدعم الدولي للبنان. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش بعد اللقاء إن "مجموعة الدعم الدولية عبّرت عن دعمها للأهداف الإصلاحية التي أوجزها الرئيس الحريري والقرارات المعتمدة من الحكومة، والتي تتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني".

وأضاف: "نحن نشيد بالتعبير الديمقراطي للشعب اللبناني ومطالبته بإصلاحات بنيوية وتغييرات اجتماعية ومسؤولة ومقبولة، يجب أن تقلّص بشكل حقيقي الفساد والهدر، وتبتعد عن الطائفية وتؤمن الحوكمة الصحيحة والمساءلة التامة، وتؤدي إلى نمو مستدام واستقرار"، لافتا الى أن "شكواهم يجب أن تتم معالجتها".

وختم: "مجموعة الدعم الدولية ترحّب بالسلوك المسؤول إلى حد كبير الذي انتهجته قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، واحترم إلى حد كبير منذ السبت الماضي حق الشعب بتظاهرات سلمية".

وقالت مصادر متابعة إن "الحريري، بعد أن عزز موقفه بورقة الإصلاحات الوليدة، سيسعى الى تسويقها لدى المجتمع الدولي، ليكسب دعم العواصم الكبرى لحكومته في وجه موجة الاحتجاجات العارضة التي تواجهها.

وفي السياق، نقلت "رويترز" عن مستشار للحكومة اللبنانية قوله أمس: "نعتقد أن القرارات الإصلاحية التي اتخذت أمس الأول سيكون لها رد فعل إيجابي للغاية، ونقدر أن يبلغ النمو الاقتصادي صفرا بالمئة في 2020".

قطع طرق

في موازاة ذلك، وعلى وقع الاحتجاجات استمر تدفّق الناس إلى الساحات، أمس، مع تواصل قطع الطرقات الرئيسية، على رغم المساعي الجارية من الجيش اللبناني، بالتوافق مع المتظاهرين، لفتحها تمهيدا لإعادة الحياة إلى طبيعتها، مع الإبقاء على التظاهرات والاعتصامات. ووسط تضارب الأنباء حول ما إذا كان الجيش بصدد اتخاذ قرار بفتح الطرقات المقفلة ومنع حصول أي إقفال من قبل المحتجّين، شهدت الطرقات حالة "كرٍّ وفرّ" بين إغلاق وإعادة فتح.

وكان الحدث الأبرز صباح أمس، حيث أقدم عدد من المواطنين على قطع الطريق أمام تمثال الرصاص في عين الرمانة، وهي الطريق التي تؤدي إلى مستديرة "الشفروليه" التي كان فتحها الجيش الخامسة من فجر أمس، مفترشين الأرض. وحاول الجيش إعادة فتح الطريق وتفاوض مع المواطنين لساعتين قبل أن يعاد فتحها.

وفي صيدا، عملت عناصر الجيش على إعادة فتح الطرق التي كان قد عمل محتجون منذ الصباح الباكر على إغلاقها بالعوائق والمستوعبات بدون حرق إطارات، لا سيما الطريق البحرية ومستديرة مكسر العبد وطريق القياعة، في حين بقي الاعتصام المفتوح عند تقاطع إشارة إيليا مستمراً.

أما شمالا، فقطع أوتوستراد طرابلس بيروت الدولي في محلة "البالما"، كما أن أوتوستراد طرابلس – عكار قطع صباحا في مدينة البداوي، إلا أنه أعيد فتحه ظهرا لتسهيل عبور الناس إلى ساحة "النور" في طرابلس. أما طرق طرابلس الداخلية فكانت مفتوحة، في حين أن حركة السير خجولة جداً.

أمّا في كسراون، فقد استمر إقفال الأوتوستراد بدءا من العقيبة، والصفرا، وغزير، والذوق، إضافة إلى عشقوت. وكانت طريق جعيتا قد فتحت، في حين أعيد إقفال الطريق البحرية في الذوق.

أما أوتوستراد جل الديب في المتن فقطع بالاتجاهين، وسمح فقط لسيارات الإسعاف والعسكرية بالعبور، أما الطريق البحرية فكانت سالكة، كما أن الطرق المؤدية من وإلى صور في الجنوب كانت سالكة، ولم تشهد أي منها إقفالا في الصباح. كما أن الطرق في القضاء لم تكن مقفلة. وفي عكّار، قطعت طريق عام حلبا بالكامل بالخيم المنصوبة وبالإطارات غير المشتعلة، في حين أمضى شباب حلبا والمناطق المجاورة ليلتهم في الخيم حتى ساعات الصباح الأولى.

back to top