الطائي: فوزي بجائزة الشارقة انتصار مستحق للمبدعات الخليجيات؟

«المرأة العمانية حاضرة بكل أنواع الكتابة والشعر معتق في عمان منذ القدم»

نشر في 23-10-2019
آخر تحديث 23-10-2019 | 00:03
فازت الشاعرة العمانية د. عزيزة الطائي بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها الثانية للعام الحالي عن ديوانها "خذ بيدي فقد رحل الخريف"، واصفة فوزها بالانتصار المستحق للمنجز الإبداعي للمرأة فى الخليج العربي. وفي حوار معها لـ "الجريدة" من القاهرة، قالت الطائي، إن الديوان الفائز هو أول إصدار شعري لها، ونابع عن تجربة صادقة حميمة، ترتبط ثيماتها على مدار اثنين وسبعين مقطعاً". كما تحدثت الطائي عن أعمالها النقدية والروائية والقصصية، وإليكم نص الحوار:

● كيف ترين فوزك بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية؟

- الجائزة مهمة من عدة زوايا منها احتضان أسماء المبدعات الخليجيات، وإبراز نتاجهن والتعريف بهن أمام مركزية حواضر الثقافة العربية، وانتصار مستحق للمبدعات الخليجيات. والجميل في الجائزة أنها متعددة الأجناس والموضوعات، كما أن الجائزة مهرجان ثقافي ونقدي لإبراز النتاج الأدبي والبحثي حين تمتلك الكاتبة أكثر من اشتغال، وتنطلق من اهتمام ثقافي لكبريات عواصم الثقافة في الوطن العربي، وتدفع بالمبدعات لزيادة الإنتاج والاشتغال عليه.

● تنشغلين بالنقد وكتابة الرواية والقصة وحصلت على الجائزة فى الشعر ماذا عن ديوانك الفائز؟

- حصلت على الجائزة عن عمل واحد وهو ديواني الشعري (خذ بيديّ: فقد رحل الخريف) الصادر أخيراً عن الآن ناشرون وموزعون. وهو أول إصدار شعري لي، وتحمل نصوصه نزعة صوفية، ونابع عن تجربة صادقة حميمة، وهو مقسم إلى اثنين وسبعين مقطعاً، تتأمل في مرآة الذات التي تتجلى بالأشياء المحيطة، فنرى أنفسنا فيها، وحسبما أقول فى تقديمي للديوان "أنا أنثى من ماء ونار، غيمة تطفو على سطح الكون"، لتحمل التضادات فى المعنى دلالة العشق الصوفي الزاهد في الحياة الذي يعيش فى البرزخ دون أن يحمل خطأه إلى جهة أخرى.

"خذ بيدى فقد رحل الخريف"

"مضيت إلى شجرة الموت

فى يدي شيء مما تبقى

ذكريات شائخة

عاشت بين الدمع والروح

تكتب حكاية عشق

طواها النسيان.

ظلال وتجارب

● هل سبق الديوان تجارب شعرية لم ترَ النور بعد؟

- بداية مسيرتي الأدبية النقد الأدبي، ولكن الشعر كان يلازمي منذ طفولتي كنت أكتب الورق وأجد متعة بالغة فيما أصف، وكتبت عن أشياء كثيرة في الصغر، عن أبي الذي فقدته وأنا لا أتجاوز ثلاث سنوات، عن أمي، عن المدرسة، وحديقة المنزل وغيرها من أشياء.

● كيف ترين الحركة الشعرية والمرأة المبدعة في عمان؟

- الحركة الشعرية في عمان تسير بخطى ثابتة ومتنوعة، سواء الشعر العمودي أو الحر أو التفعيلة، وهذا يدل على أن الشعر معتق في عمان منذ القدم. أما المرأة المبدعة في عمان فقد طرقت جوانب كثيرة وبرزت حاضرة في أنواع الكتابة الأدبية، فهناك الشاعرة والقاصة والروائية والباحثة في مجال الأدب والتاريخ وغيرها.

● كيف تحققين التوازن بين كتابتك للرواية والقصة والنقد والشعر؟

- كل كتابة تفرض شكل وطبيعة كتابتها ، فكتابة السرد تفرضها طبيعة الحكي وخصائصه والبنية السّردية، التي تصوغ فيها الفكرة التي تُريد طرحها، والنقد له تقاليده وأصوله، والقصة القصيرة نوع من الحكي يعتمد على اللقطات السريعة، والتعبيرات المكثفة، أما الرواية فتتميز بتشابك الأحداث ومصائر الشخصيات، وكل كاتب له أسلوبه في الكتابة وطريقته في التعاطي والتفاعل مع الواقع، وعندما أكتب ينصب كل اهتمامي على ما أكتبه، فأنا أكتب بحميمية وأشتغل جيداً على أعمالي ولا أتسرع في خروجها للنشر.

* حدثينا عن الجوانب النقدية والسردية في مسيرتك؟

- بدأت المسيرة بالكتابات النقدية، وكان شغفي بشكل عام الإبداع بكل أنواعه، وأصدرت العديد من الأعمال، ففي مجال الدراسات النقدية صدر لي "شعر صقر بن سلطان القاسمي" وثقافة الطفل بين الهوية والعولمة"، "الخطاب السردي العماني: الأنواع والخصائص"، وكتاب "مهارات التواصل الوظيفي في اللغة العربية"، وفي مجال القصة القصيرة صدر لي "ظلال العزلة" و"موج خارج البحر" وهما قصص قصيرة جداً، وفي الرواية أصدرت "أرض الغياب" وأخيراً ديوان "خذ بيدي فقد رحل الخريف".

د. عزيزة الطائي هي ابنة عبدالله الطائي، الأديب والمناضل ضد الاستعمار البريطاني، وتكتب الشعر والرواية والقصة القصيرة جداً، كما أنها ناقدة وباحثة لها باع في رصد وتأريخ الأدب العماني الحديث لاسيما في مجال الرواية. أما ديوانها الفائز " خذ بيدي فقد رحل الخريف "الصادر حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان بالتعاون مع بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلام في مسقط، فيذخر بالنزعة الصوفية، ووفقاً لدار النشر فإن الطائي تستحضر عبر مقاطع الديوان الحياة التي عاشت في الذاكرة وتحمل كل لحظات الانتظار وتمر أمامها كشريط مرئي يطوف كل الفصول والمدن والأزمان والأشياء، وهي وإن تلوح بالوداع إلا أنها ما تزال تحتفظ بشيء مما تبقى، تاركة وراءها الخريف الذي رحل لضوء الأمل الذي تراه في جوانيات النفس، نفسها العاشقة والمعشوقة كما تستهل بمقولة جلال الدين الرومي: "أيها البشر الأنقياء التائهون في هذا العالم لم هذا التيه من أجل معشوق واحد، ما تبحثون عنه في هذا العالم، أبحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق".

وتقول الطائي في تقديم الديوان: "أنا أنثى من ماء ونار، غيمة تطفو على سطح الكون"، لتحمل التضادات في المعنى دلالة العشق الصوفي الزاهد في الحياة الذي يعيش في البرزخ دون أن يحمل خطاه إلى جهة أخرى، وهي تستعير من القاموس الصوفي مفرداته لتناصات تثري المحمول الشعري:

"امرأة معلقة على حافة الأشياء

تحتضر في منزلة بين منزلتين

خارج الحياة والموت

ملء محراب روحها

بعشق الله".

وفي مقطع آخر، تعبر عن هذا الوله من خلال تأمل الأشياء الذي ترى فيه حبّها لحظة تأملية من كوة الأبواب وزاوية النوافذ صمت الجدران وإغفاءة الليل، وتستحضر الغياب المستحيل بتداعيات الذاكرة والمتخيل.

وتقول:

غفا الليل على خرائط جسدينا

من أرق الولهة في أحشائي

هكذا يطويني الليل بشبقي

فينثر الجنون على أوراقي

للاحتفاء بجنة حبك

كزهرة الصبار".

وتقول في المقطع الأخير:

"مع رحيل القمر

غفت النجوم نقطاً

في ماء عينيها

من منفى الروح

ككاهن يطوي سفره المقدس".

أكتب الرواية والقصة والنقد الأدبي وكل فكرة تفرض شكل كتابتها
back to top