آمال : لبنان... سقط شهر من روزنامته!

نشر في 22-10-2019
آخر تحديث 22-10-2019 | 00:25
 محمد الوشيحي نحو مليون مغرَّر به وبها (المتظاهر ضد فساد حكومته أو ضد التجويع يُسمى في قاموس الحكومات القمعية: مغرر به). أقول نحو مليون مغرر به وبها خرجوا في مظاهرات ضد فساد السُّلطات في لبنان، بشعار شامل، هز أركان لبنان كلها، وقبلها هز كراسيَ كان أكثرنا يظن أنها لن تهتز؛ "كلن يعني كلن".

ما عادوا يعترفون بالروزنامة التي فرضها عليهم أمراء الحرب وأباطرة المال وذوو العمائم من شيوخ الطوائف؛ 8 آذار و14 آذار وخرطي آذار. كلن يعني كلن. مزقوا تلك الروزنامة التي كان يعتاش عليها سادة الأزمات. مزقوها ومعها مزقوا الأعلام الصغرى، وأنشأوا بدلاً منها روزنامة جديدة توحد الشعب وتجمعه تحت علم واحد يعلوه شعار لبنان الأجمل، شجرة الأرز.

هنا يصدح فنان ثوري، مارسيل خليفة، بجماهيريته العريضة، وهناك ترقص فتاة مارونية، وهناك تصلي جماعة سنية، ومن هناك يصرخ غاضب شيعي: "نصرالله واحد منن"، فيخالطه صراخ سيدة مسيحية: "حل عنا يا باسيل". فأزالوا بتصرفاتهم تلك الحيرة الكبرى التي شغلت عقل كل من يعرف مستوى اللبنانيين وثقافتهم العالية، لسنين طويلة: "كيف قبل الشعب اللبناني، بثقافته العالية وتحضره وتمدنه وانفتاحه، أن يتحول إلى مجرد مجموعات يقودها أمراء حرب وتجار شنطة؟".

وما لم تستخدم إيران السلاح، عبر مندوبها هناك وبستاني حديقتها الخلفية، وما لم تحرك إسرائيل أصابعها بخيوط اللعبة، ضد المتظاهرين، سيرى العالم لبناناً آخر، يبهر الشعوب المحترمة قبل الشعوب العربية.

back to top