المدونات الصوتية «بودكاست» تثير اهتمام منتجي هوليوود

نشر في 22-10-2019
آخر تحديث 22-10-2019 | 00:00
المدونات الصوتية
المدونات الصوتية
بعدما كانت هامشية حتى سنوات قليلة خلت، تحقق المسلسلات الصوتية حضورا متعاظما، خصوصا في ظل رواج المدونات الصوتية (بودكاست)، وباتت تثير اهتماما لدى منتجي هوليوود الذين يتلمسون آفاقا واعدة لأفلام ومسلسلات جديدة بهذا النسق.

ولا تزال المدونات الصوتية من هذا النوع قليلة وتتنوع بين البرامج الحوارية والمدونات القضائية والعلمية والتاريخية، لكن العدد آخذ في الازدياد، كما أن نوعية هذه الإنتاجات في تحسن مستمر.

ومن بين هذه الأعمال يمكن ذكر "بلاك أوت" و"باسنجر ليست" و"كاريير" وقريبا "ماذر هاكر".

ويقول روب هيرتينغ، مؤسس شركة "كيوكود" للإنتاج، التي أنجزت في سنة واحدة مسلسلات صوتية ناجحة عدة، بينها "بلاك أوت"، "كنا نأمل حصول هذا الأمر، وقد بدأ أملنا يتحقق".

وفي مؤشر إلى الاهتمام الناشئ بهذا النسق، بات ممثلون من الصف الأول يضعون أصواتهم على شخصيات في هذه المسلسلات الصوتية، بينهم النجم الأميركي المتحدر من أصل مصري رامي مالك (بلاك أوت) الحائز هذا العام جائزة أوسكار أفضل ممثل.

وتقول ميمي أودونيل، المسؤولة عن هذا النوع الفني في شركة غيملت الإنتاجية التي اشترتها "سبوتيفاي" في فبراير، "عندما انطلقت في هذا العمل قبل سنتين، لم يكن أحد يفكر في إنتاج المسلسلات الروائية".

لكنها تشير إلى أنها لاحظت أخيرا إقبالا من الكتاب على خوض هذا الغمار، بينهم "مؤلفون لم يسبق لهم العمل بتاتا في مجال الصوتيات لكنهم معروفون في السينما والتلفزيون والمسرح".

والكثير من الكتاب لدى "كيو كود" آتون أيضا من هذه الأوساط، حتى لو أن الرابط ليس بديهيا، ويقول روب هيرتينغ: "هذه بوضوح طريقة تفكير جديدة وتحد مثير لهم".

وبعدما بقي ملتصقا بشدة بالعالم الحقيقي، بدأ عالم "البودكاست" يدرك أخيرا الإمكانات الهامة المتصلة بالمسلسلات الصوتية.

ويقول مارك سولينجيه، وهو من مبتكري مسلسل "أرشيف 81" الصوتي، إن "المسلسلات الصوتية قد تبلور هذا الرابط المذهل مع المستمع".

ومن خلال حرمان المتابعين من رؤية الصور، تترك هذه الأعمال للمستمع أن يسرح بخياله ليشكّل ذهنيا الأبطال والديكورات والأوضاع المختلفة في العمل.

ويضيف: "وكل ما سيشكله سيكون أفضل بكثير، وسيثير اهتمامهم بما لا يقارن بفيلم بميزانية 20 مليون دولار".

بدوره، يرى روب هيرتينغ أن "الناس يميلون إلى النسق الصوتي لأنهم لم يعودوا يريدون متابعة المزيد من الأعمال المصورة".

والإشباع بالصور هو الذي يساهم في تجدد نوع فني أدى ظهور التلفزيون إلى تحجيمه بصورة كبيرة. وخلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، كانت الإذاعة وسيلة الترفيه المفضلة، كما أن المسلسلات الصوتية كانت من الأنواع الفنية الأساسية.

وفي 30 أكتوبر 1938، نشر أورسون ويلز دون قصد الذعر لدى آلاف الأميركيين الذين اقتنعوا برواية تعرّض الأرض لغزو كائنات فضائية لدى سماعهم مقتطفات من كتاب "ذي وور أوف ذي وورلدز" (حرب العوالم).

وفي ظل الهيكلة الكبرى التي يشهدها مجال التدوين الصوتي، حيث تسعى المنصات العاملة في القطاع إلى تقديم مضامين بجودة عالية لاستقطاب المستمعين وجذب مشتركين في الخدمات المدفوعة، تبدو المسلسلات الصوتية عبر "البودكاست" من المنتجات الشديدة الأهمية في هذا السياق.

وإلى جانب جذب الكتاب والممثلين، يثير هذا المجال اهتماما متعاظما لدى هوليوود المتعطشة للمضامين الجديدة.

وحقق "هومكامينغ"، وهو مسلسل صوتي من إنتاج "غيملت" وتوزيع "أمازون"، مع جوليا روبرتس في دور البطولة، نجاحا لافتا.

back to top