هجوم إلكتروني يشعل أكبر مصافي إيران ويهدد «النووي»

• أخو روحاني يحصل على «إجازة» من السجن
• اجتماع المنامة يبحث إطلاق «تحالف الملاحة»

نشر في 21-10-2019
آخر تحديث 21-10-2019 | 00:03
خامنئي ومسؤولون إيرانيون خلال إحياء «أربعينية الحسين» في طهران أمس الأول
خامنئي ومسؤولون إيرانيون خلال إحياء «أربعينية الحسين» في طهران أمس الأول
تسبب تفعيل «فيروس» تم زرعه بأنظمة تشغيل أكبر مصفاة نفط إيرانية، خلال هجوم إلكتروني يعتقد أنه أميركي، في اندلاع حريق دمر أحد أقسامها، في حين استضافت البحرين اجتماعاً، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لبحث جهود حماية الملاحة بحضور نحو 60 دولة.
علمت «الجريدة» من مصدر إيراني مطلع في وزارة النفط، أن حريقاً اندلع في مصفاة عبادان الإيرانية التي تعد الأكبر في البلاد، أمس، بعد زيادة ضخ المواد إلى أحد أقسامها، إثر هجوم إلكتروني استهدف أجهزة التحكم المركزية بها.

وأدى الحادث، الذي يأتي بعد أيام من تأكيدات أميركية باعتماد خيار شن هجمات إلكترونية انتقامية ضد البنية التحتية الإيرانية، رداً على سلسلة ضربات استهدفت ناقلات نفط ومواقع نفطية في الخليج أخيراً، إلى تدمير قسم من المصفاة بشكل كامل.

وأكد المصدر أن التحقيقات الأولية أظهرت أن هجوما إلكترونيا واسعا وقع منذ شهر تقريباً، اعتمد زرع «فيروسات تعمل مثل القنبلة الموقوتة» بأنظمة تشغيل الأجهزة المركزية للمصفاة.

ورغم تأكيد القسم الإلكتروني بالوزارة تصديه للهجوم وقيامه بمسح وتنظيف جميع الأجهزة الالكترونية للمصفاة، لكن التحقيقات بينت أن «الفيروسات» المخربة استطاعت النفاذ إلى وحدة التشغيل المركزية للمصفاة، والسكون قبل أن تبدأ عملها وتتسبب في تفجير المصفاة.

وأضاف المصدر أن القسم الفني لـ«عبادان» استطاع فصل الجزء الذي تم تخريبه عن الأقسام الأخرى، كما تم السيطرة على الحريق.

رقابة كاملة

ولفت إلى اضطرار مدير المصفاة أن يوقف الإنتاج وجميع البرامج الإلكترونية بشكل كامل تفادياً لأي حادث آخر، قبل أن يسمح باستئناف التشغيل جزئيا في بعض الأقسام، بعد ستة ساعات، مع فرض رقابة يدوية كاملة، تحسباً لوجود فيروسات تخريبية لم تكشف.

وأوضح أنه فور اكتشاف «الفيروس» أصدرت السلطات أمرا بإعادة اخضاع جميع برامج التشغيل المركزية في عبادان، لعملية مسح وتدقيق، وأوقفت العمل في باقي المنشآت النفطية في البلاد.

من جانب آخر، أشار المصدر إلى حدوث حالة من الارتباك بعد أن طلبت منظمة «الحرب السيبرانية» من مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية وقف أنشطتها، حتى يتم عمل مراجعة للتأكد من أن الهجوم السابق لم يستطع النفاذ إلى برامج التشغيل، لأن الفيروس الذي استطاع الولوج إلى تشغيل المصفاة باستطاعته إحداث كارثة إذا تمكن من اختراق أنظمة المنشآت النووية وتفجير أجهزة الطرد المركزي عبر زيادة ضخ غاز اليورانيوم.

أخو روحاني

إلى ذلك، كشف أنصار الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد أن حسين فريدون أخو الرئيس الإيراني حسن روحاني، خرج من السجن في «إجازة»، بعد أن قضى يومين من السنوات الخمس التي حكم عليه بها بعد إدانته بقضايا فساد.

وحسب ما أورده عبدالرضا داوري مستشار نجاد، في «تغريدة» له عبر «تويتر» نقلا عن أنصار الرئيس السابق المسجونين في سجن «أفين» بمدينة طهران، فإن فريدون دخل السجن المشهور بأنه مخصص للسياسيين، الاثنين الماضي، وقام مسؤولو الحجز بتشكيل ملف له الثلاثاء ليخرج الأربعاء.

وأكد مصدر في السلطة القضائية لـ«الجريدة» أقوال داوري، مشيراً إلى أن فريدون المحكوم بسبب اختلاسه 31 مليار تومان إيراني وضع وثيقة كفالة تعادل خمسين مليار تومان وخرج من السجن حسب القوانين القضائية ليشارك في مراسم «اربعينية الحسين»، على أن يعود إلى محبسه بعد أسبوع.

وقال إن سبب إعطاء فريدون الاجازة كان انه يقوم بإقامة مراسم تأبين نذر سنوية خلال «الأربعينية» في قريته، والقاضي قرر أنه لا يجب أن يتم الخلط بين حبسه وإقامته لمراسم النذر الخاصة به، نظراً لأنه سلم نفسه طواعية بعد إدانته ولم يهرب من العدالة أو يتم إلقاء القبض عليه بالقوة ووضعه في السجن، وهذا حق شرعي لكل المساجين.

واعتبر أن خروج فريدون من السجن، بعد تأمينه كفالة مالية كبيرة، ليس غريباً، إذ إن القوانين الإيرانية تسمح للقاضي أن يعطي اجازة للسجناء إذا ما كان وضعهم الصحي يحتاج للعلاج بالخارج أو مكافأة لحسن السير والسلوك داخل المحبس.

اجتماع البحرين

من جانب آخر، استضافت العاصمة البحرينية المنامة اجتماعاً لبحث تنسيق أمن الملاحة البحرية وإطلاق «تحالف الملاحة» بقيادة واشنطن، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية بولندا، وبمشاركة نحو 60 دولة.

وفي وقت سابق، أكد سفير المنامة لدى واشنطن الشيخ عبدالله آل خليفة أن المملكة ستستضيف «قمة عالمية للأمن البحري تهدف إلى توحيد قوات مكافحة الإرهاب، حيث سيعمل الشركاء خلالها على تعزيز قدراتهم في دعم الأمن والسلام بدول الخليج العربي وبقية دول العالم».

وأوضح آل خليفة أن التحالف الذي دعت واشنطن لتشكيله بهدف حماية حرية الملاحة عبر مضيق هرمز وباب المندب يأتي في وقت حرج، حيث أدت الهجمات الأخيرة على طرق النقل البحري الرئيسية في الخليج، وخاصة في هرمز إلى تقويض سلامة الملاحة الدولية وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، مضيفاً أنه بالمثل أدى الهجوم الذي حدث سبتمبر الماضي على منشآت النفط في السعودية إلى ارتفاع أسعار النفط.

وأمس الأول، ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن وفدا إسرائيليا سيشارك باجتماع المنامة لبحث دور الدولة العبرية التي تسعى لـ»مواجهة أنشطة إيران والحوثيين» عبر الانخراط في جهود «تحالف الملاحة».

وأعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين وأستراليا وبريطانيا وإسرائيل، في وقت سابق، انضمامهم لـ«التحالف».

«الحرب السيبرانية» تطلب من مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية وقف أنشطتها لتقييم الفيروس
back to top