المبارك: دعم حكومي كامل لبيئة عمل متطورة في القطاع النفطي

الفاضل: سعر النفط بين 50 و70 دولاراً للبرميل مقبول... ونطمح إلى استقرار أكبر

نشر في 15-10-2019
آخر تحديث 15-10-2019 | 00:00
أكد وزير الكهرباء والماء
د. خالد الفاضل أن الأسعار المرتفعة للنفط الخام لن تسمح بوجود استثمارات نفطية، مضيفاً أن الكويت تتطلع لتحقيق سعر معيّن، لكن هناك حاجز مستويات ما بين 50 و65 و70 دولاراً، وهو سعر مقبول، وإن كنّا نطمح لاستقرار أكبر.
‏‫ أشاد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك بالمشاركة الكبيرة للشركات الوطنية والعربية والعالمية والأجنبية والمنظمات الدولية في «مؤتمر ومعرض الكويت الرابع للنفط والغاز»، معتبرا أن تلك المشاركة تؤكد السمعة الجيدة التي وصلت إليها الكويت، وتجسّد المكانة الرائدة للبلاد في مجال الطاقة والسلع النفطية.

وأكد المبارك، في تصريح أمس الأول، أن هذا المؤتمر «يعد حدثا مهما للجهات الراغبة في التعرّف إلى فرص الاستثمار المتاحة، وفرص تبادل الخبرات وعرض أحدث التقنيات وآخر الإنجازات في هذا المجال، وأبرز الحلول للتحديات والعقبات التي قد تواجه قطاع النفط والغاز.

وأعرب المبارك عن ثقته بالعنصر البشري الكويتي العامل في هذا القطاع، مؤكدا الدعم الحكومي الكامل لخلق بيئة عمل صحية ومتطورة، قادرة على رفع مستوى الإنتاج للمؤسسات النفطية في جميع مجالاتها.

التزام الكويت

من جهته، قال وزير النفط وزير الكهرباء والماء، د. خالد الفاضل، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر، إنه عـلى الـرغـم مـن الـتغیّرات الـتي تـعصف بـالـصناعـة الـنفطیة الـعالـمیة، فإن الـكویـت الـتزمـت بـدورهـا فـي الـمحافـظة عـلى اسـتقرار أسـعار الـنفط، بـما لا یـثقل كـاهـل الـدول المسـتهلكة، ولا یـعرقـل مسـیرة نـمو الـدول الـمصدرة، فـأسـواق الـنفط تـصدت لـتقلّب الأسـعار أخيـراً، والـفضل یـعود إلى الالـتزام غـیر المسـبوق فـي تـطبیق مـا یـتم الاتـفاق عـليه بـین دول «أوبـك» و»أوبـك+»، وقـد كـان لـلكویـت دور فـي تـحقیق الـتعاون بـین الـدول الأعـضاء، إضـافـة الـى الالـتزام بتعهـداتـها وإعـادة الاسـتقرار إلى أسواق النفط.

وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى ـتحقیق مـا نـسعى الـیه جـمیعاً، وهو إیـجاد حـلول وتـوصـیات عـلمیة وعـملیة لـلتعامـل مـع الـتحول الجـذري الـذي یـواجـه الـصناعـة الـنفطیة، فـنحن أمـام تحـدّیـات جـبارة تـتراوح بـین تـطوّر تـقنیات اسـتخراج الـنفط وتـكریـره، ورقـمنة تـسویـق الـمنتجات، إلـى تـغیّر الـمناخ، إلـى مخاطر الإرهاب الإلكتروني.

وقال الوزير إن الـكویـت وبـقیة الـدول الـتي تـعتمد اقـتصاداتـها عـلى إنـتاج وتـصدیـر الـطاقـة كـمصدر رئیس لـلدخـل، تـقع عـرضـة لـكثیر مـن الـمخاطـر إذا لـم تـواكـب الـتغییر الـجارف بـالـصناعـة الـنفطیة، فـالـوضـع المسـتقبلي یشـیر إلـى تـوقـعات مـتضاربـة حـول حـصة النفط ضمن خلیط الطاقة، بالرغم من استمرار هيمنته الحالیة.

تنفيذ المشاريع

وذكر أن هـذه التحـدیـات تأتي ونـحن أمـام تـنفیذ مـشاریـع ضخـمة لـلنهوض بـصناعـة الـنفط والـغاز، وتـعزیـز دورنـا فـي الـمحافـظة عـلى أمـن الـطاقـة محـلیاً ودولـیاً، وذلـك مـن خـلال تـطویـر مـناطـق جـدیـدة، مـثل الـحفر البحـري والـغاز الـجوراسـي والـنفط الـثقیل، وهـو مـا یـحتاج إلـى اسـتقطاب الـخبرات الـعالـمیة الـمتطورة، وتـعزیـز قـدراتـنا الـفنیة.

وأكد أنه لا شـك فـي أن هـناك بـیئة خـصبة لـلبحث وتـوظـیف الـتكنولـوجـیا الحـدیـثة تـدعـونـا لـنتعاون یـداً بـید لـقطف حـصادهـا مـن الابـتكارات، ونـحن نـأمـل أن یـكون مـؤتـمرنـا هذا فرصة إضافیة لتبادل الخبرات والممارسات المثلى في الصناعة النفطیة.

واشار إلى أن ـللكویـت دورا رائـدا ومـمیزا محـلیا وعـالـمیا فـي مـختلف أوجـه صـناعـة الـنفط والـغاز الـمتنوعـة، قائلا: نـحن نـعمل دائـما عـلى تـطویـر وجـلب أحـدث الـتوجـهات فـي الـصناعـة الـنفطیة، ونـسعى دائـما لـلاسـتفادة مـن وسـائـل الـتكنولوجـیا الحـدیـثة.

ولفت الفاضل الى أن الـكویـت تؤمن بـأهـمیة تـضافـر كل الجهود لحـمایـة كـوكـبنا وبـیئته مـن مـخاطـر تـغيّر الـمناخ، قائلا: ـنحن كـدول مـنتجة نـعمل عـلى تـكییف صـناعـة الـنفط للحـد مـن انـبعاثـات الـغازات الـدفـیئة فـي الـغلاف الـجوي، وتـأهـیل عـملیاتـنا الـنفطیة لـتصبح صـدیـقة لـلبیئة، فـالـمحافـظة عـلى الـبیئة هـدف اسـتراتـیجي لـلكویـت یـتحقق مـن خـلال الـعمل الـجاد لـخفض انـبعاثـات الـكربـون، إضـافـة إلـى الـتوافـق بـین الـدول الـصناعـیة والـنامـیة حـول مـسؤولـیة الـتصدي لـتغیر الـمناخ، كـل وفـق قـدراتـه والتزاماته الوطنیة.

وتابع: یـعتبر اهـتمام الـقطاع الـنفطي الـكویـتي بـاتـفاقـیات تـغّیر الـمناخ والـمشاركـة فـي الـمحافـل الـدولـیة للحـد مـن هذه الـظاهـرة تـرجـمة لـرؤیـة سمو أمـیر الـبلاد الشـیخ صـباح الأحـمد فـي تـوفـیر ١٥% مـن احـتیاجـات الـطاقـة مـن مـصادر الـطاقـة المتجـددة فـي عـام ٢٠٣٠.

وقال الوزير في تصريحات على هامش افتتاح المعرض إن الأسعار المرتفعة للنفط الخام لن تسمح بوجود استثمارات نفطية، مضيفا أن الكويت تسعى لتحقيق سعر معيّن، لكن هناك حاجز مستويات ما بين 50 و65 و70 دولارا، وهو سعر مقبول، وإن كنا نطمح لاستقرار أكبر.

وحول إمكان اتفاق «أوبك»، قال إن قرار دول «أوبك» يتخذ بالإجماع من خلال الاجتماعات السنوية وقرارات لجنة متابعة خفض الإنتاج.

وقال إن قرارات لجنة متابعة خفض الإنتاج، تعتبر نتيجة لإحصاءات وعمليات تقوم بها تلك اللجنة المكلفة دراسة السوق النفطي والأسعار، ومدى التزام الدول بتلك القرارات.

وفيما يتعلق باستراتيجية مؤسسة البترول الكويتية قال الفاضل إن الاستراتيجية مستمرة، لكننا بصدد مراجعتها، لاسيما أن هناك بعض الأمور لا تزال محل نقاش، وسيتم الإعلان عنها، بعد الانتهاء من ترتيبها.

وفيما يخص تطورات مصفاة فيتنام، قال الفاضل إن مصفاة فيتنام أنشئت في الفترة السابقة، وأثير الجدل حولها، فيما يتعلق بخسارة المصفاة، والأمور المتعلقة بها، موضحا أنه تم تشكيل لجنة فنية، ولجنة قضائية بحثت الموضوع، وأشبعته بحثا، مشيرا إلى أن هناك توصيات خرجت من اللجنة القضائية، وأوعز للقطاع النفطي بدراسة ذلك التقرير والعمل بمقتضاه، وهناك ملف أحيل للنيابة، وهو أمر معروف للجميع.

وأشار الوزير إلى أننا «نعمل جميعاً من أجل إحياء هذه المصفاة التي تعمل فعلياً من شهر نوفمبر 2018، قبل أن أتولى منصب الوزارة»، مؤكدا أن الجانب الكويتي يعمل مع الشركاء يداً بيد من أجل معالجة جميع العقبات التي تعترض طريق المصفاة.

وذكر أن الزيارات التي قام بها الجانب الكويتي لمصفاة فيتنام جيدة، وأن هناك تعاونا بين الجانبين الكويتي والفيتنامي، حيث تم البدء في دفع النسبة المطلوبة منها، وتبلغ 61 مليون دولار، مشيرا إلى أن هناك إجماعا بين الشركاء للجلوس على طاولة المفاوضات، وهو شيء لم يحدث من قبل، ولافتا إلى أن هناك زيارة مرتقبة من رئيس وزراء فيتنام إلى الكويت، وهي تعد تتويجاً لما تم عمله في الزيارات السابقة.

وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط، سيضر الدول المستهلكة، وسيؤثر بشكل مباشر على الاستثمارات النفطية، مؤكدا ضرورة وجود حاجز محدد للأسعار.

أكبر تجمع

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي في مؤسسة البترول، هاشم هاشم، إن هذه الفعالية التي تعد أكبر تجمع لصناعة النفط والغاز في دولة الكويت، «نقدم من خلالها منصةً متفردة لتبادل وجهات النظر والآراء بين قادة صناع النفط العالميين، كوسيلة لتبادل الخبرات والتجارب، وتقديم أحدث التقنيات المتطورة والابتكارات، وتحفيز نشاطَي الأبحاث والتطوير في مجالات صناعة النفط والغاز، مما يؤهلنا للاستمرار في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة».

وأضاف هاشم: «لقد حظي مؤتمر ومعرض الكويت للنفط والغاز لعام 2017 بنجاح وقبول كبيرين على الصعيدين المحلي والعالمي، ونحن نتطلع إلى مزيد من النجاح خلال الأيام الأربعة القادمة للمؤتمر الحالي، إذ يضم برنامجنا هذا العام أكثر من 200 متحدث، وهم خبراء في صناعة النفط والغاز للمشاركة في عدة موضوعات تغطي كل قطاعات صناعة النفط والغاز والتحديات التي تواجه الصناعة اليوم والتوجهات العالمية للطاقة».

وأكد الحرص على أن يكون العنوان الرئيسي للمؤتمر هذا العام هو «في ظل التحول الجديد للطاقة... نستطيع تحقيق النجاح والقيمة من خلال التعاون ورفع القدرات».

بدوره، قال الشيخ نواف الصباح إن «المؤتمر يوفر لمن يشارك فيه للمرة الأولى فرصة لتناول جوانب مختلفة من التحول والتغيير في الصناعة النفطية، من قطاع الاستكشاف والإنتاج إلى قطاع الصناعات التحويلية»، موضحاً أن الحدث «يتيح لضيوفنا الذين حضروا النسخ السابقة الفرصة للمشاركة في جلسات تناقش كيفية إيجاد التعاون بين الأطراف المختلفة في الصناعة النفطية وصنّاع القرار لتحسين مخرجات عملية انتقال الطاقة».

التحديات الجيوسياسية

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة إيكاروس للخدمات النفطية، عريف الجلسة الأولى في المؤتمر، نادر السلطان، في معرض حديثه حول تحولات الطاقة الجديدة، إن «هناك صلات جديدة بين النفط والغاز والطاقة الكهربائية والتكنولوجية»، مشيرا إلى أن «التحدي الذي يواجهنا يتركز في فهم المضامين والتوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، ومنها الاعتداءات الارهابية على منشآت أرامكو السعودية».

وأضاف السلطان أنه خلال العامين الماضيين تراجع إنتاج النفط بسبب الأزمة الفنزويلية والعقوبات على إيران، فضلاً عن تركيز المستثمرين على حقول النفط والغاز الصخري.

من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» محمد باركندو: «اننا في المنظمة ننظر إلى تحولات الطاقة، حيث تواجه صناعة النفط تحديات عديدة منها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين»، مضيفا: «اننا نعمل في بيئة متزايدة التوترات الجيوسياسية لهذه المنطقة المهمة في العالم، ونعاني مخاطر عدم توازن العرض والطلب ويبقي الاعتماد في الزيادة على الطلب من الدول النامية».

وفيما يتعلق بتزايد الطلب على الخام، أكد باركندو أن الطلب سيتزايد إلى نحو 23 في المئة حتى عام 2040، وذلك بزيادة من دول الهند والصين، لافتا الى ان العالم لديه شهية كبيرة للطاقة والنفط ما بين عامي 2020 و2040، إذ سيشكل هذا التاريخ أكثر من 50 في المئة من احتياجات الطاقة، وسيتزايد النمو على الطلب بزيادة 14 مليون برميل يوميا، إذ وصل العالم إلى عتبة 100 مليون برميل يوميا في الوقت الراهن.

وتوقع أن يصل إجمالي عدد السيارات في العالم الى 1.1 مليار سيارة حتى عام 2040، إلى جانب السيارات الكهربائية التي قد تشكل 13 في المئة من اجمالي ذلك العدد، معربا عن اعتقاده بمستقبل مشرق بالنسبة للنفط الخام.

وحول تحديات تغير المناخ في العالم، أكد باركندو ضرورة محافظة «أوبك» على موقعها التنافسي وسط تلك التحديات الخاصة بتغير المناخ، لافتاً إلى أن المنظمة مشاركة في بروتوكول المناخ الذي تم ابرامه في باريس.

وقال إن مستقبل الطاقة في حاجة ماسة إلى الاستدامة، ملقيا بالمسؤولية في ذلك على قيادات لتحسين هذا الأمر واستمراره، مشيراً إلى أن معالجة الكربون يمكن أن تعزز التنافسية لقطاع النفطي، متوقعاً أن تصل استثمارات القطاع النفطي العالمي إلى د تريليون دولار لمعالجة العرض والطلب في قطاع النفط والغاز.

من جانبه، قال ضيف الندوة الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية الرئيس التنفيذي بالوكالة للشركة الكويتية للاستكشافات الخارجية كوفبيك، الشيخ نواف الصباح، إنه «بالنظر إلى تحول الطاقة وجب علينا تحديد مسارنا وإدراكنا بأن الطاقة مستمرة، كما أن تغييرها عملية مستمرة»، لافتاً إلى أن مزيج الطاقة يشهد تزايداً بنسبة 3 في المئة سنوياً وهي زيادة تعتبر صحية.

وأضاف الشيخ نواف أنه «بالنظر إلى الطلب على النفط فإنه يتراجع في حالات معينة، كما ان النفط يلعب بحصة محدودة من مزيج الطاقة»، لافتا الى ان النفط يعد الأكثر مرونة في استخداماته لا سيما مع تطور الصناعة النفطية العالمية.

وأشار الى ان النفط سيكون الأرخص والأكثر ثقة في استخدامات السيارات، متسائلا: هل سيكون هناك عمليات لإحلال السيارات الكهربائية في ظل ضخ 100 مليون برميل يوميا من النفط الخام.

وشدد على ان النفط سيبقى جوهريا في الاستخدامات اليومية، مدللا على ذلك بأن استخدامات الطائرات من الطاقة في تزايد واضح.

واستطرد: «علينا أن نجد طرقاً لتقليل كثافة الكربون في عملياتنا، وذلك سيكون من خلال تخزين الكربون»، موضحا «اننا نضع كل خبراتنا في الأبحاث لتطوير مستودعات الكربون وتقليص استخداماته».

ولفت إلى أن «الكويت خطت في ذلك خطوات واسعة»، مضيفا: «لدينا ابتكارات في هذا المجال لمواجهة وتلبية تحديات الطاقة، وذلك من خلال إنتاج النفط الثقيل والطاقة البديلة، وذلك تحقيقا لرؤية سمو أمير البلاد باستخدام 15 في المئة من الطاقات المتجددة والبديلة».

وقال إنه بعد 80 عاما من إنتاج النفط من الأرض بدأت الكويت عمليات الاستكشاف البحرية، مشيرا إلى أن الكويت تهتم بالصناعات التحويلية من خلال المصافي التي تملكها في الداخل والخارج.

الـكویـت الـتزمـت بـدورها فـي الـمحافـظة عـلى اسـتقرار أسـعار الـنفط الفاضل

استراتيجية «البترول الكويتية» مستمرة... وبعض بنودها محل نقاش الفاضل

استثمارات القطاع النفطي العالمي قد تصل إلى 11 تريليون دولار باركندو
back to top