خان من طهران: نهيئ الأجواء لحوار إيراني ــ سعودي

• رئيس الوزراء الباكستاني يزور الرياض غداً
• روحاني: سنرد على أي إيجابية بالمثل
• عشية جولة خليجية... بوتين يدعو لمناقشة «البالستي» الإيراني وفصله عن «النووي»

نشر في 14-10-2019
آخر تحديث 14-10-2019 | 00:04
روحاني مستقبلاً عمران خان في طهران أمس      (إرنا)
روحاني مستقبلاً عمران خان في طهران أمس (إرنا)
أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أمس، من طهران أنه يعمل على تهيئة أجواء لعقد حوار بين إيران والسعودية لحل الخلافات، فيما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فصل التعامل مع برنامج طهران للتسلح الصاروخي المثير للقلق عن برنامجها النووي والاتفاق الدولي بشأنه.
في وقت تبذل عدة دول جهوداً دبلوماسية بهدف خفض التوتر في الخليج وتعزيز فرص إحلال السلام والأمن، أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أمس، من طهران أنه يسعى لتهيئة الأجواء من أجل حوار إيراني سعودي لإنهاء الخلافات.

وقال خان، في مؤتمر مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن بلاده ستبذل أقصى جهودها لتسهيل إجراء محادثات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة، مضيفاً أنه سيتوجه إلى الرياض غداً.

وأضاف أن باكستان «لا تريد صراعاً بين إيران والسعودية. يحدوني أمل كبير لأني أجريت محادثات بنّاءة مع الرئيس روحاني».

وأكد أنه يؤمن بإمكانية حل الخلاف بين إيران والسعودية بالحوار، لافتاً إلى أن الصراع بين البلدين لا يصب في مصلحة أحد.

ولفت إلى إمكان استضافة ممثلي السعودية وإيران في إسلام آباد، مشيراً إلى أن أي صراع بين إيران والسعودية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.

من جانب آخر، أوضح رئيس الوزراء الباكستاني أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه «تمهيد الأجواء للحوار بين إيران وأميركا، لقد ناقشنا التفاصيل اليوم وما زلنا نعرف أن هناك صعوبات في هذا المجال، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لرفع الحظر عن إيران وإعادة التوقيع على الاتفاق النووي من قبل جميع أعضائها».

ترحيب روحاني

من جهته، عير الرئيس الإيراني عن ترحيبه والاستعداد للإسهام في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، بناء على حسن نية رئيس الوزراء الباكستاني بشأن قضايا المنطقة.

وقال: «الحل لإنهاء الصراع في المنطقة هو الحوار بين دولها ووقف الحرب في اليمن». ورأى روحاني أن مشاكل المنطقة لا تحل إلا بالطرق السياسية وبالحوار بين دول الجوار.

وأضاف: «أن ايران وباكستان تؤكدان ضرورة اعتماد الحلول السياسية لحل المشاكل العالقة بشكل نهائي، وأن إيران سترد على أي موقف إيجابي بإيجابية».

في السياق، دعا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن رئيس وزراء باكستان قدم للحكومة الإيرانية رسالة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يطلب فيها الحوار مع طهران.

ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن ربيعي القول: «لا نرى أي دواعٍ للحوار مع السعودية نيابة عن اليمنيين أو في ظل غيابهم».

وجاء زعم ربيعي فيما نفت الخارجية الباكستانية ما تردد من تقارير إعلامية عن طلب الأمير محمد من خان الوساطة مع إيران.

مواقف بوتين

في غضون ذلك، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «السعودية وإيران ليستا بحاجة إلى وساطة»، داعياً إلى حوار بين دول المنطقة لتجاوز الخلافات بما في ذلك حوار إيراني ـ إسرائيلي وحوار بين دول الخليج العربية وإيران، على قاعدة احترام المصالح المشروعة والتمييز بينها وبين تلك التي تتعدى الحدود.

وعشية توجهه إلى الرياض في زيارة تحوز اهتماماً دولياً خصوصاً بسبب اتفاق «أوبك +»، قال بوتين في مقابلة تلفزيونية مع عدد من وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، إنه يشاطر السعودية والإمارات «مخاوفهما وقلقهما» من بعض السياسات الإيرانية، وشدد على أن «حل أي خلاف بين دولتين يجب أن يكون حكراً عليهما فقط وأن يتم بالحوار المباشر».

وأشار إلى أنه «ينبغي مناقشة برنامج إيران الصاروخي لكن يجب فصله عن البرنامج النووي، والأولية هي للحد من النشاط النووي لإيران».

ولفت إلى وجود ردود فعل متفاوتة على مقترح موسكو حول إقامة منظومة للأمن الجماعي في منطقة الخليج، بين من دعم المبادرة ومن اعتبرها سابقة لأوانها، لكنه شدد على أن «إنشاء مثل هذا المنبر حتى يتمكن الناس على الأقل من أن يلتقوا فيما بينهم».

وأشاد بوتين بدور الرياض في التسوية السياسية بسورية وفي تشكيل اللجنة الدستورية، معتبراً أنه لم يكن بالإمكان مطلقاً التوصل إلى توجه إيجابي من دون المساهمة السعودية.

وأكد بوتين أن «الإمارات العربية المتحدة تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب من دون أي مبالغة دوراً يعزز الاستقرار». وأجرى بوتين المقابلة قبل أول زيارة يقوم بها للسعودية منذ ما يزيد عن عقد ومن المنتظر أن يزور الرئيس الروسي الإمارات غداً.

موافقة سعودية

ويأتي ذلك غداة إعلان وزارة الدفاع السعودية، «أنه انطلاقاً من العلاقات التاريخية والشراكة الراسخة بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فقد تقرر استقبال تعزيزات إضافية للقوات والمعدات الدفاعية في إطار العمل المشترك بين البلدين لصون الأمن الإقليمي، ومواجهة أي محاولات تهدد الاستقرار في المنطقة، والاقتصاد العالمي».

وقال مصدر مسؤول بوزارة الدفاع السعودية، إن «الولايات المتحدة تشارك حكومة المملكة الحرص على حفظ الأمن الإقليمي وترفض المساس به بأي شكل من الأشكال، وترى الرياض في الشراكة العسكرية مع واشنطن امتداداً تاريخياً للعلاقات الاستراتيجية والتوافق في الأهداف لضمان الأمن والسلم الدوليين».

وأعلنت واشنطن الجمعة الماضية إرسال أسلحة وقوات إضافية إلى المملكة تتضمن سربين من الطائرات المقاتلة الدفاعية وصواريخ «ثاد» و«باتريوت» لمساعدة المملكة على تعزيز دفاعاتها وردع الخطر الإيراني.

أسلحة وغاز

على صعيد إيراني داخلي، أعطى المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، تعليمات لـ»الحرس الثوري» بتطوير أسلحة أكثر تقدماً اعتماداً على القدرات المحلية.

من جهة أخرى، أفاد موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت بأن إيران اكتشفت حقلاً جديداً للغاز الطبيعي، تبلغ احتياطياته 19 تريليون قدم مكعبة في محافظة فارس بجنوب البلاد.

احتياطي إيران من الغاز الطبيعي هو ثاني أكبر احتياطي في العالم، لكن البلد لم يصبح مصدراً رئيسياً حتى الآن بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه منذ عقود.

خامنئي يأمر «الحرس الثوري» بتطوير أسلحة متقدمة
back to top