«معزة ولو طارت»!

نشر في 02-10-2019
آخر تحديث 02-10-2019 | 00:08
 د. عبدالمالك خلف التميمي العنوان ليس كذلك، ولكن احتراماً للقارئ تم تغييره. لا نعرف من قال هذه الأمثال، وفي أي مناسبة قيلت، ولكنها على أية حال شائعة يرددها البعض عندما يجدون ظاهرة في حياتهم الاجتماعية والثقافية عندما يعتمد فيها البعض على غيرهم، وهذا لم ولن يحصل لولا تعود هذا البعض على التزييف، وفي كل زمان ومكان تجد مرتزقة همهم المال أو التزلف والتقرب من أصحاب المناصب والنفوذ أيا كان موقعها.

ووصل الأمر حداً بالكتابة علمياً وثقافياً من أولئك لأولئك، أو من هذا البعض لذلك البعض، وربما الدافع لذلك السلوك هو أن ابن الجلدة يكشف الأمر في يوم من الأيام، لكن المرتشي المؤقت لا يهمه سوى حفنة من الأموال أو التقرب من أصحاب المناصب، ولذلك تجده يختفي من المشهد عندما يترك ذلك الشخص منصبه أو لا يدفع ما هو مطلوب منه.

المهم حقق الراشي هدفه، وقد يرى البعض إسقاطات لمحتوى هذا المقال، ويجد ما ذهبنا إليه حوله، ولكن الراشي والمرتشي يعرفان نفسهما، وفي يوم من الأيام يعرف الوسط الذي ينتميان إليه حقيقة الأمر، ولكن بعد الخراب والمكاسب التي حققاها.

المهم ما فائدة هذا الكلام؟ وهل يردع نشر الغسيل الفاعلين؟ لا نعتقد، لكن لابد من فضح هذه الظواهر، فمظهر هذا البعض لا ينم عن أفعالهم، ولكن الحقيقة ستظهر إن آجلاً أو عاجلاً، والأمر الغريب أن البعض ممن يدعي العلم والثقافة يعرفون حقيقة ذلك التزييف، ولا يحركون ساكناً، لا بل يدخلون أحياناً أطرافاً (كمشاهد ما شافش حاجة) مع الاعتذار للفنان عادل إمام.

ولا يتورع أولئك المزيفون الراشون بالهجوم على الشرفاء وأصحاب الإنتاج العلمي والثقافي في الوقت الذي تفضحهم سيرهم الذاتية، وما خفي كان أعظم.

إن المناصب زائلة، وحتمية سقوط الفساد وما يفعله هؤلاء جزء منه قادم لا محالة، ولكن بعد فوات الأوان، وهذا سر الحلقة المفرغة التي نعيشها من التخلف إلى التخلف، وخطوة إلى الأمام وعشرات الخطوات إلى الخلف.

إنه زمن تبوء المناصب بالبراشوت وجمع الأموال، وهدرها في الوقت الذي يحجم ويقزم المثقفون الحقيقيون لكن تبقى "معزة ولو طارت".

تقال هذه الأمثال الشعبية، وتراثنا مليء بها، ولكنها تعبير حقيقي عن واقع نعيشه، فمهما حاول المزورون القفز إلى مقدمة الصفوف فالسقوط آت لا محالة، ومهما حاولوا فإن الحقيقة ستكشف خواء عقولهم، والغريب أن الوسط الذي عاشوا فيه لسنوات صامت دون أن يكشف حقيقتهم، ويواجه ضعفهم العلمي والثقافي، على أي حال مهما حصل فهي "معزة ولو طارت"!

back to top