أثر الحرارة في متوسط العمر المتوقّع يتوقَّف على الجينات!

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:00
No Image Caption
يتحدى بحث جديد عن الشيخوخة الفكرة القائلة إن درجات الحرارة الباردة تطيل العمر عبر إبطاء معدل الأيض بكل بساطة. ويكشف عن وجود جينات من شأنها أن تُحدد مدى تأثير انخفاض درجات الحرارة في عمر الناس.
أجرى البحث علماء من «مختبر الأحياء البحرية» في معهد «وودز هول» التابع لجامعة ولاية «شيكاغو» في «إيلينوي».
يستكشف فريق بحث في «مختبر الأحياء البحرية» العوامل التي تؤثر في الشيخوخة عبر استعمال حيوانات بحرية ضئيلة اسمها «دوّارات».

اختار الباحثون الدوارات لأن الكائنات المجهرية تتفوق على النماذج البيولوجية الأخرى، مثل ذباب الفاكهة، على مستويات عدة.

تتعلق إحدى المنافع مثلاً بتقاسمها جينات مشتركة إضافية مع البشر. وترتبط منفعة أخرى بشفافية أجسامها، من ثم من الأسهل أن يراقب العلماء معطياتها البيولوجية.

صحيح أن أجسام الدوارات تقتصر على ألف خلية تقريباً، إلا أنها تتمتع بجهاز عصبي متكامل مع الدماغ والنسيج العضلي والأجهزة التناسلية والهضمية. نُشِر حديثاً تقرير عن الدراسة في مجلة «علم الشيخوخة التجريبي».

نظرية الجذور الحرة

على مر عقود، كانت نظرية الجذور الحرة أبرز مفهوم شائع في مجال الشيخوخة، وكانت المجلات تنشر آلاف المقالات عن هذا الموضوع كل سنة. استعمله العلماء مثلاً لتفسير السبب الذي يجعل بعض الأجناس الحيوانية يعيش لفترة أطول في المناخات الأكثر برودة. تعتبر نظرية الجذور الحرة أن الحيوانات تشيخ بسبب تراكم المضار المشتقة من المنتجات الثانوية الأيضية، أي الأنواع المؤكسدة التفاعلية، داخل الخلايا.

وفق هذه النظرية أيضاً، لما كانت الحرارة تبطئ معدل الأيض، فإنها تبطئ في الوقت نفسه مسار إطلاق الأنواع المؤكسدة التفاعلية، من ثم تتراجع المضار الخلوية المتراكمة مع مرور الوقت.

تقول المشرفة الأولى على الدراسة، كريستين غريبل: «يبدو أن ثمة أشخاصاً مقتنعون بشدة بأن استحمامهم يومياً بماء بارد سيطيل عمرهم». لكن كتب الباحثون في «مختبر الأحياء البحرية» أنهم اختبروا أثر الحرارة المنخفضة في مسار الشيخوخة ضمن 11 سلالة من دوارات «براشيونوس».

إذا كانت نظرية الجذور الحرة صحيحة، يفترض العلماء أن زيادة متوسط العمر المتوقع ستكون متشابهة إلى حد كبير في السلالات الإحدى عشرة كلها.

ما أهمية التباين الوراثي؟

كشفت النتائج عن معطيات مختلفة. تراوح التغيير في متوسط العمر المتوقع في كل سلالة بين تراجع بنسبة 6% وبين زيادة بنسبة 100%. رصد الباحثون أيضاً اختلافات في الحد الأقصى لمستوى إطالة العمر وفي مستواها النسبي وفي معدل الوفيات».تبيّن أيضاً أن تراجع درجات الحرارة أدى في معظم السلالات إلى إطالة فترة التناسل وتقصير فترة ما بعد التناسل، ما يشير إلى إطالة فترة التمتع بصحة جيدة في معظم السلالات أيضاً.بعبارة أخرى، قد تؤدي درجات الحرارة الباردة، بحسب التركيبة الوراثية، إلى إطالة الفترة التي تحافظ فيها الكائنات على صحة جيدة، حتى لو لم يرتفع متوسط عمرها المتوقع.بناءً على هذه النتائج، يعتبر الباحثون أن آلية إطالة العمر نتيجة انخفاض الحرارة عملية وراثية نشيطة.

توضح غريبل: «يعني ذلك ضرورة أن نزيد تركيزنا على التباين الوراثي حين نفكر بطبيعة الاستجابات مع علاجات الشيخوخة.

ستكون هذه الخطوة بالغة الأهمية حين نحاول نقل جزء من هذه العلاجات إلى البشر».

درجات الحرارة الباردة تؤدي بحسب التركيبة الوراثية إلى إطالة الفترة التي تحافظ فيها الكائنات على صحة جيدة
back to top