كابوس الدهون المشبعة

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:05
 د. روضة كريز 49 ألف سيدة في الولايات المتحدة وضعن تحت نظام غذائي يحتوي على الخضراوات والفواكه والدهون غير المشبعة، مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت اللوز وغيرها، وأظهرت النتائج أن 40 في المئة ممن اتبعن هذا النظام امتثلن للشفاء من سرطان القولون والثدي والأمراض القلبية بدرجة أسرع من النساء الأخريات اللواتي اعتمدن على نظامهن الحياتي دون قيود أو حظر غير الصحي منها واعتمادهن على الدهون المشبعة في الوجبات السريعة! فكان لابد من تكثيف الدراسات حول نوعية الدهون المستخدمة في الطعام اليومي للفرد.

غير أن الدهون المشبعة منها ما هو غير صحي، والمتحولة أو المهدرجة المصنوعة من الزيوت النباتية، وهي تعتبر من أخطر الزيوت والوجبات الداخلة فيها على القلب، بل تعتبر من أسوأ الأطعمة على الصحة العامة، وعلى أمراض المناعة والسرطان خصوصاً، وقد تُحدِث معها أمراضاً كثيرة غيرها، مثل إتلاف الكبد، وإضعاف عضلة القلب والأوعية الدموية، مما يزيد هؤلاء المرضى تعقيداً في اتباع الحميات مع أدويتهم والسلامة من مضاعفاتها الجانبية.

وعلى العكس، نحن مع إدخال الدهون المشبعة الصحية في الطعام كالتي في الزبدة الطبيعية أو السمنة الحيوية أو القشطة أو كريم الحليب غير المكرر، فهي تعتبر من الضروريات الغذائية، ومن المواد الطبيعية المستخدمة منذ القِدم لعلاج الأمراض الجلدية، إذ كانت تخلط بزيت الزيتون النقي لسرعة الامتصاص والشفاء.

وما يستخرج من حليب الأبقار أو الغنم، يدخل في تحضير وصفات الطبخ الصحية والحميات الغذائية للمرضى لما تحتويه من نسبةٍ عالية من مضادات الأكسدة، وفيتامين (A) وفيتامين (D)، وفيتاميني (ب2، ب1) إضافة إلى الفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم، باعتبار السمن البلدي من مولدات الطاقة اللازمة للجسم، نظراً إلى تحوله السريع، وإعطائه الشعور بالدفء في الأجواء الباردة، فهناك من يعيش في البلدان البعيدة أقصى الشمال وكل اعتماده عليه بعيداً عن الإسراف في تناوله.

ونرى أخيراً دعايات الترهيب من ارتباط السمنة والزبدة بمرض ارتفاع الكوليسترول والأزمات القلبية المخيفة، في حين الدهون الطبيعية من الموارد الزيتية الغنية بالفيتامينات تعتبر لازمة لحماية الجسم من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وخشونة المفاصل، لقدرتها على بناء العظم وتزييت المفاصل وترطيبها بفضل احتوائها على العديد من المواد الغذائية، كما تساعد على حماية الأعصاب، والرحم والأسنان، وتساهم في تحسين الحالة النفسية والمزاج وتهدئ الأعصاب، وأيضاً تفيد مرضى السكري من الإصابة بالرعشة، وتعالج مشكلة جفاف البشرة وتقصف الشعر، وتزيد من رطوبته، وتعمل على منحه اللمعان والنعومة، سواء تناولها أو دهنها.

back to top