النظام الغذائي القليل الغلوتين... هل يفيد الجميع؟

نشر في 26-09-2019
آخر تحديث 26-09-2019 | 00:00
No Image Caption
كشف بحث جديد نُشر في مجلة snoitacinummoC erutaN أن النظام الغذائي القليل الغلوتين يعود بالفائدة أيضاً على صحة مَن لا يعانون حساسية تجاهه. لكن الفوائد لا تقتصر على غياب الغلوتين.
يختار مَن يعانون الداء البطني أو عدم تحمل الغلوتين نظاماً غذائياً قليل الغلوتين أو خالياً منه بغية ضبط أعراضهم.

في حالات المناعة الذاتية، كالداء البطني، يتفاعل جهاز المناعة في الجسم مع الغلوتين باستهداف الأمعاء الدقيقة.

أما مَن يعانون عدم تحمل الغلوتين أو حساسية تجاهه، فيشيرون إلى أن هذا البروتين يولّد لديهم أعراضاً معدية-معوية، حتى لو لم يعانوا الداء البطني.

لكنّ كثيرين من الناس يتبعون النظام الغذائي الخالي من الغلوتين، حتى لو لم يكونوا مصابين بالداء البطني أو الحساسية تجاه الغلوتين.

إلا أن بعض الدراسات الحديثة يُظهر أن لهذه الخطوة تداعيات سلبية على الصحة، من بينها زيادة خطر الإصابة بالداء السكري من النمط الثاني.

قرر باحثون من مركز مؤسسة نوفو نورديسك للبحوث الأيضية الأساسية في جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، بقيادة البروفسور أولوف بيدرسن، التحقق مما إذا كان النظام الغذائي قليل الغلوتين مفيداً لمن لا يعانون حساسية تجاه هذا البروتين.

أجرى البروفسور بيدرسن وزملاؤه تجربة عشوائية ضمت 60 دنماركياً بالغاً يتمتعون بصحة جيدة، تتراوح أعمارهم بين 22 و65 سنة، ولم يعانوا الداء البطني، أو الداء السكري من النمط الثاني، أو أي اضطراب آخر.

التزم المشاركون بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين طوال ثمانية أسابيع ونظام آخر غني بالغلوتين لثمانية أسابيع أخرى على التوالي، فصلت بينهما ستة أسابيع من الراحة والتصريف.

احتوى النظام الغذائي قليل الغلوتين على غرامين من الغلوتين يومياً، في حين ضمّ النظام الغني بالغلوتين 18 غراماً من هذا البروتين يومياً. أما فترة التصريف، فشملت نظاماً غذائياً عادياً مع 12 غراماً من الغلوتين يومياً.

تشابه هذان النظامان الغذائيان بعدد سعراتهما الحرارية أو نوعية الأطعمة التي شملاها.

لكن تركيبة الألياف اختلفت: احتوى النظام قليل الغلوتين أيضاً على مقدار أقل من ألياف القمح، والشيلم، والشعير، بما أن هذه مصادر الغلوتين الرئيسة.

تفحّص الباحثون التبدلات في عملية التخمير في الأمعاء بإجراء فحص أيضي لعينات البول ومراقبة التبدلات المرتبطة بالنظام الغذائي في مجموعة البكتيريا في أمعاء المشاركين.

اكتشفت الدراسة عموماً أن النظام الغذائي قليل الغلوتين بدّل مجموعة البكتيريا في أمعاء المشاركين، وحدّ من انزعاجهم المعدي-المعوي، وأدى إلى خسارة صغيرة في الوزن. ويعتقد الباحثون أن التبدلات الهضمية، كتراجع الإحساس بالانتفاخ، تعود إلى تغييرات في بكتيريا الأمعاء ووظائفها.

يعرض البروفسور بيدرسن الاكتشافات بتفصيل أكبر، قائلاً: «برهنا أن النظام قليل الغلوتين الغني بالألياف يؤدي، مقارنة بالنظام الغذائي الغني بهذا البروتين، إلى تغييرات في بنية نظام البكتيريا المعوي المعقد ووظائفه، والحد من زفير الهيدروجين، وتحسينات في الإحساس بالانتفاخ».

يضيف هذا الباحث الذي قاد الدراسة: «علاوة على ذلك، لاحظنا خسارة وزن طفيفة تنجم على الأرجح عن تعزيز عملية الحرق في الجسم، تعزيز يعود إلى تبدل وظائف بكتيريا الأمعاء».

الألياف الغذائية الأساس

إذاً، هل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين مفيد لك؟ قد يكون كذلك، وفق الباحثين. لكن الفوائد الصحية التي توصلت إليها الدراسة ترتبط على ما يبدو بنوعية الألياف في النظام الغذائي أكثر منه بغياب الغلوتين.

يوضح البروفسور بيدرسن: «لا شك في أننا نحتاج إلى المزيد من الدراسات الطويلة الأمد قبل أن نتمكن من توجيه أي نصائح صحية عامة إلى الناس، خصوصاً بعدما اكتشفنا أن الألياف الغذائية، لا غياب الغلوتين وحده، هو السبب الرئيس وراء التغييرات في الإحساس بالانزعاج في الأمعاء ووزن الجسم».

في المقابل، يحذر البروفسور: «لكننا نعتقد اليوم أن دراستنا تشكّل نداء تحذير لقطاع الصناعة.

قد لا يكون النظام الغذائي الخالي من الغلوتين الخيار الصحي الذي يظنه كثيرون لأن معظم المنتجات الغذائية الخالية من هذا البروتين المتوافرة اليوم في الأسواق يفتقر إلى حد كبير إلى الألياف الغذائية والمكونات المغذية الطبيعية». يتابع: «لذلك ثمة حاجة واضحة إلى تقديم منتجات غذائية غنية بالألياف وبالمواد المغذية وخالية من الغلوتين، طازجة أو معالجة بأقل قدر ممكن، للمستهلكين الذين يفضلون اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين».

يختم البروفسور بيدرسن: «قد تؤدي مبادرات مماثلة دوراً أساسياً في التخفيف من الانزعاج المعدي-المعوي، فضلاً عن تسهيل ضبط الوزن بين فئات المجتمع عموماً عبر تعديل مجموعة البكتيريا في الأمعاء».

المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين المتوافرة في الأسواق تفتقر إلى المكونات المغذية
back to top