إضراب المعلمين

نشر في 25-09-2019
آخر تحديث 25-09-2019 | 00:10
 د. عبدالمحسن حمادة قبل أيام استقبل العالم عاما دراسيا جديداً، ولفت نظري إضراب المدرسين عن العمل في بدابة هذا العام في بعض البلاد العربية مطالبين بزيادة الأجور، وبلا شك أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية، فعمله ليس محصورا في تقديم جملة من المعارف والمعلومات والمهارات الخاصة بالمادة التي يدرسها لتنمية الجانب العقلي لطلبته، بل سيتجاوز ذلك بكثير ليهتم بتنمية شخصية الطالب بصورة متكاملة، وربط هذه التنمية بحاجات المجتمع سواء الحاضر أو المستقبل.

فالمعلم هو الخبير الذي أمنه المجتمع على أهم ما يملك ألا وهو رعاية أبناء المجتمع ليعدهم للحياة والعمل وحب مجتمعهم والمحافظة على تراثه والعمل على تنميته وتطويره، أي أن المعلم هو المسؤول عن تحقيق الأهداف التربوية التي ترسمها الدولة وتتضمنها المناهج الدراسية، وذلك من خلال احتكاكه المباشر بالمتعلمين.

ونظرا للدور المهم الذي يؤديه التعليم في نجاح عملية التنمية، فهو المسؤول عن تنمية الموارد البشرية، ويساهم في زيادة قدرات البشر على الإنتاج والإبداع، والمعلم هو القادر على تحقيق الأهداف التربوية، وهناك شروط يجب أن تتوافر لكي يتمكن المعلم من تحقيق الدور المنوط به في العملية التربوية، وفي مقدمة هذه الشروط حسن اختيار المعلمين، فعلى كليات التربية أن تجتهد في حسن اختيار المتقدمين للالتحاق بمهنة التدريس لكي لا يلتحق بهذه المهنة من لا يصلح لها ويدمرها، فعليها أن تهتم بإجراء المقابلات الشخصية للمتقدمين وإجراء اختبارات القبول، واحترام نتائج تلك المقابلات والاختبارات، ومن الشروط التي يجب مراعاتها ليتمكن المعلم من أداء عمله بنجاح أن تهتم كليات التربية ببناء المناهج التي تمكن المعلم من إتقان مادة تخصصه، وطرق التدريس الجيدة التي يجب اتباعها، وفهم نفسية طلابه، والقدرة على اتباع أفضل السبل لمعالجة مشكلات طلابه وحسن التعامل معهم، وربط مادته الدراسية بالحياة، كما يجب أن تهتم مناهج إعداد المعلم بتنمية الجانب الثقافي للمعلم، ليتمكن من فهم مشكلات مجتمعه وخصائص العصر الذي يعيش فيه وطبيعة التقدم الحضاري، وأهم مظاهره وعوامله.

ومن الشروط التي يجب مراعاتها ليتمكن المعلم من أداء عمله بنجاح أن توفر الدولة ما يمكنها من رعاية للمعلمين، كرفع الأجور وتحسين ظروف العمل كتلبية تعيينهم في أماكن قريبة من سكنهم ودراسة مشكلة المعلمات المتزوجات، والسماح لهم بإقامة نقابة المعلمين واحترام آراء نقابتهم، ولكن قد نختلف مع ما قامت به نقابة المعلمين الأردنية، عندما طالبت بزيادة 50% من الراتب وأعلنت الإضراب حتى تتحقق تلك المطالب، وقامت بمظاهرات ونادت بسقوط الحكومة. والآن انقضى أسبوعان والطلبة محرومون من التعليم بسبب ذلك الإضراب، وأعلنت الدولة أنها لا تستطيع تنفيذ تلك المطالب لأنها تكلف الدولة أكثر من 140 مليون دولار، وتقدم بعض أولياء الأمور برفع قضايا ضد نقابة المعلمين لتسببها في حرمان أبنائهم من التعليم، فيوجد أكثر من مليون طالب حرموا من التعليم بسبب ذلك الإضراب، نتمنى أن تعيد النقابة النظر في قرارها وتراعي ظروف الدولة المالية.

back to top