حماية خليجنا وشعوبنا

نشر في 22-09-2019
آخر تحديث 22-09-2019 | 00:09
علينا الاستعداد لمواجهة الأخطار المحدقة بنا أمنيا وعسكريا، وتحصين الجبهة الداخلية والبعد عن بث الإشاعات المغرضة التي تحبط الروح المعنوية، وأن تكون هناك بيانات من الجهات الرسمية في الدولة لكي يكون الشعب على معرفة بما يدور حوله، وعدم ترك ذلك لوسائل التواصل الاجتماعي لأن فيها الكثير ممن يبثون الإشاعات.
 محمد أحمد المجرن الرومي بعد الحادث الآثم الأخير الذي تعرضت له المملكة العربية السعودية الشقيقة من هجوم على منشآتها النفطية، فقد عادت لغة الحرب والتهديد والوعيد من جانب بعض المسؤولين الإيرانيين، مما يهدد الأمن والسلم في منطقة الخليج العربي.

في الناحية الأخرى نجد أن الخلافات ما بين بعض دول الخليج تضعف من قوة هذه الدول وتلاحمها وتشجع دولاً أخرى على التدخل بشؤونها الداخلية، وذلك لأننا في الخليج مستهدفون من أطراف كثيرة لا تريد لنا الاستقرار والأمن، ونحن للأسف الشديد تزيد الخلافات بيننا ولا نشعر بالخطر المحدق بنا من كل جهة.

إن الاعتداء على المملكة لا شك أنه ناقوس خطر، فما حدث لا يعني السعودية فقط، بل يعنينا كخليجيين في دول مجلس التعاون، ويستهدف كذلك الأمة العربية، وقد آن الأوان لحل خلافاتنا التي عصفت بمجلس التعاون الخليجي، لأن ما حدث لدولة عضو في المجلس من اعتداء فإنه اعتداء على الجميع، وإذا لم نطوِ صفحة الخلافات الآن فإن المستقبل ينذر بأمور خطيرة للغاية، وقد تتطور للأسوأ، لا قدر الله، وتدخل المنطقة في حرب لا نريدها ولا نتمناها، لأنها ستحدث كارثه على جميع الصُّعد والمستويات، ليس على منطقتنا فقط، بل تمتد إلى أماكن أخرى من العالم.

واجبنا جميعا هو الوقوف خلف الشقيقة الكبرى، كما أننا لا ننسى الدور الكبير الذي قامت به حين وقفت معنا أثناء الغزو العراقي الآثم عام ١٩٩٠، وما خلفه الغزو من دمار وقتل ونهب وتخريب فقدنا فيها الكثير من الشهداء.

علينا أن نستعد لمواجهة هذه الأخطار بأن يكون ذلك أمنيا وعسكريا، وتحصين الجبهة الداخلية والبعد عن بث الإشاعات المغرضة التي تحبط الروح المعنوية، وأن تكون هناك بيانات من الجهات الرسمية في الدولة لكي يكون الشعب على معرفة بما يدور حوله، وعدم ترك ذلك لوسائل التواصل الاجتماعي لأن فيها الكثير ممن يبثون الإشاعات أو ينقلون الأخبار بصورة غير صحيحة سواء عن قصد أو عن جهل.

وبما أن الحروب قد تغيرت أساليبها واستراتيجياتها، وأدت التقنية دورا مهما فيها، فيجب إعداد مجاميع من الشباب والشابات الذين يجيدون التقنية والمتخصصين في علوم الكمبيوتر ليكونوا جزءاً من القوات المسلحة، وبما أن الحفاظ على أمن الوطن مسؤولية كل مواطن فإنني أقترح أن تشكل مجاميع تطوعية في كل منطقة من مناطق الكويت، تكون مساعدة لعمل الأجهزة الأمنية، وسنكون في منطقة الشامية على أهبة الاستعداد للقيام بهذه الخطوة الوطنية، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، كما حدث إبان أزمة قاسم عام ١٩٦١ بعد إعلان الاستقلال.

اللهم احفظ دول الخليج وشعوبها من كل عدوان أو مكروه، وأنعم عليها بالأمن والاستقرار، إنك سميع الدعاء يارب العالمين.

back to top