وثيقة لها تاريخ : في وصيته عام 1928م... بن بسام أوصى أهله وأولاده أن «يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله»

نشر في 20-09-2019
آخر تحديث 20-09-2019 | 00:06
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
من الوصايا الجميلة التي تعكس حرص واهتمام السابقين من أهل الجزيرة العربية على كيفية توزيع الإرث وكيفية إدارة الوصية، بالأسلوب والطريقة المناسبة، وصية كتبها المرحوم بإذن الله تعالى عبدالله محمد العبدالعزيز البسام في عام 1346هـ/1928م.

الوثيقة الأصلية موجودة في أحد ملفات الأرشيف البريطاني، ضمن مئات الوثائق الأخرى التي تخص أهل الكويت وأهل الجزيرة العربية. تبدأ الوثيقة بإقرار كاتبها بالإسلام، وطلبه من الله تعالى أن يميته على هذا الدين ويدخله الجنة. وبعد ذلك يؤكد هويته فيقول إنه عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البسام، وإنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإنه يوصي بخمس ماله لكي ينفق في أعمال الخير والبر والتقوى. ونظراً لأن الوصية تتضمن مفردات ومعاني جميلة وتاريخية، لذلك فسأعرضها بالتفصيل، مجتهداً أن أوفر قراءة صحيحة لما ورد فيها، رغبة في إطلاع القارئ الكريم على جزء من تاريخنا المشرف. إليكم نص الوثيقة:

"بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وهو حسبنا ونعم الوكيل، الحمدلله على كل حال وأعوذ به من حال أهل الكفر والضلال، وأستعين بالله على الموت وما بعده، وأسأله سبحانه وتعالى أن يتوفاني على الإسلام، وأن يدخلني برحمته دار السلام. وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين".

بعد هذه المقدمة الجميلة التي تعكس الإيمان بالله تعالى والإيمان بالحياة والموت، يبدأ صاحب الوصية بالنطق بالشهادتين وإعلان إيمانه بوجود الجنة ووجود النار في يوم الحساب، ويوصي ذريته من بعده بتقوى الله تعالى وإصلاح ذات البين وطاعة الله، فيقول: "أقول وأنا الفقير إلى الله تعالى عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن حمد البسام إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور".

ثم بعد ذلك، يبدأ عبدالله البسام بمخاطبة أبنائه وأهله فيقول: "وأوصي أهلي وأولادي أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين. وأوصيهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

هذه المقدمة المطولة من الوصية ومعانيها الإيمانية القوية نجدها تتكرر في الكثير من الوصايا القديمة، وهي تعكس الإيمان المطلق بالله تعالى والتسليم به جل شأنه بأنه خالق الكون، وأنه اختار الإسلام ديناً للبشرية وهو خاتم الأديان. ونكمل إن شاء الله استعراضنا لهذه الوصية الجميلة في مقال الأسبوع المقبل.

back to top