نشأة المكتبات في الكويت سببها الاهتمام بالعلم والمدارس

بدايتها الفعلية كانت عام 1682 عندما نسخ مسيعيد العازمي أول مخطوطة

نشر في 20-09-2019
آخر تحديث 20-09-2019 | 00:02
ترجع نشأة المكتبات في الكويت إلى بداية الاهتمام بالعلم وانتشار المدارس، إذ كان رجال الكويت من المصلحين والمثقفين والشيوخ يفكرون دائماً في كيفية نشر العلم والمعرفة بين الناس، لاسيما من خلال المكتبات.
شهدت المكتبات في الكويت ونشأتها مراحل كثيرة ومتنوعة قد تكون بدايتها الفعلية عام 1682، عندما نسخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد العازمي أول مخطوطة وهي «موطأ الإمام مالك».

وقالت أول أمينة مكتبة عامة للمرأة في الكويت، الباحثة في التراث الكويتي عزيزة البسام لـ«كونا»، أمس، إن تلك المخطوطة وغيرها من المخطوطات القديمة كانت تشكل نواة كل مكتبة في الكويت.

وأضافت البسام أن أصحاب المكتبات والمفكرين والأدباء كانوا دائما يعبّرون عن فخرهم باقتناء بعض المخطوطات والكتب القديمة، ومنهم من أصدر كتيبات تتضمن عناوين المقتنيات النادرة.

وذكرت أن من أوائل المكتبات في الكويت مكتبة المدرسة المباركية، التي أسست في 22 ديسمبر عام 1911، لتشكل بداية عهد جديد في مسيرة التعليم النظامي في الكويت، والتي لم تقتصر على التعليم فقط، بل مهدت لنهضة ثقافية وفنية انطلقت من مسرح المدرسة الذي اعتمد كليا على المؤلفات والكتب.

المدرسة المباركية

وأضافت أن مكتبة المدرسة المباركية لم تبدأ مع نشأة المدرسة مباشرة، لكنها أنشئت عندما اهتمت إدارة المعارف بالكويت بتنظيم المكتبات، فانبثقت ينابيع الثقافة من المدرسة المباركية وازدهرت مكتبتها.

وأشارت البسام إلى مكتبة «الجمعية الخيرية» التي أسست عام 1913 على يد فرحان فهد الخالد الخضير، مؤسس الجمعية وأحد الرجال المصلحين في الكويت، الذي استطاع أن يقنع الناس بالتبرع للمكتبة بكتب أو مخطوطات يملكونها، كما كان يكلف البعض شراء الكتب عند السفر الى مصر والعراق وسورية ولبنان.

المدرسة الأحمدية

وبينت أن مكتبة «المدرسة الأحمدية» التي أسست عام 1921 كانت إحدى المكتبات الزاخرة بالكتب في الكويت، خصوصا بعد نقل كتب مكتبة الجمعية الخيرية اليها، فأصبحت تضم مجموعات من الكتب القيمة والنادرة التي طبع معظمها في الهند ومطبعة «بولاق» في مصر.

وأضافت أن أفكار المثقفين والمفكرين والشعراء والأدباء ورجال العمل الخيري في الكويت تبلورت بإنشاء «المكتبة الأهلية» العامة عام 1922، إذ التقوا في منزل الشيخ حافظ وهبة لمناقشة فكرة المكتبة، بعدها استأجروا بيت علي عامر ليصبح المقر الرسمي للمكتبة التي افتتحت عام 1924 وعيّن عبدالله صالح العمران أول أمين مكتبة لها.

النادي الأدبي

وقالت إن من أبرز المكتبات في الكويت قديما مكتبة «النادي الأدبي» التي أسسها رواد النادي عام 1924 لنشر الثقافة والفكر بين الناس، إذ اهتم النادي بتكوين مكتبته من خلال تبرعات المحسنين والمتحمسين بكميات من الكتب، كما اشترك النادي بمجموعة من الصحف التي تصل اليه من الدول العربية المجاورة كالعراق والبحرين ومصر.

مجلس المعارف

وأكدت أن إنشاء مجلس المعارف كان له الفضل الكبير في تأسيس مكتبة «دائرة المعارف» عام 1936، إذ تمت إقامة بناء للمكتبة في شارع الأمير وحملت المكتبة اسما جديدا هو مكتبة «المعارف العامة»، وعيّن محمد محمد صالح التركيت أول أمين للمكتبة التي أدت دورا كبيرا في إثراء الثقافة في البلاد، لاسيما في مرحلة الأربعينيات.

وفي كتابها «نشأة المكتبات في الكويت»، ذكرت الباحثة البسام أن من أبرز رواد نشأة وتنظيم المكتبات بالكويت قديما كان الشيخ ناصر المبارك الصباح، وهو أول من امتلك مكتبة ضخمة خاصة في الكويت احتوت على نحو ثلاثة آلاف كتاب، وانتقلت ملكيتها إلى الدولة بعد ذلك.

الرويح أول من استورد الكتب من الهند

ذكرت البسام أن محمد أحمد الرويح يعد أول من استورد الكتب من الهند الى الكويت، وقام ببيعها الى الناس، ثم استثمر حصيلة أموال البيع في افتتاح مكتبته الخاصة في سوق المباركية المسقف عام 1920، وأطلق عليها «المكتبة الوطنية»، وبعد توسع عمله في بيع الكتب افتتح مكتبة أخرى عام 1923، في شارع الأمير بالمباركية. وبينت أن هناك مراحل كثيرة مر بها تاريخ المكتبات في البلاد، حتى تحقق للكويت مكتبة وطنية مركزية قائمة على أحدث أساليب التكنولوجيا العلمية، وقد أسست بموجب المرسوم بقانون رقم 52 لسنة 1994 لتخدم مجالات نشر الثقافة والفنون والآداب في الكويت.

من أوائل المكتبات في الكويت مكتبة المدرسة المباركية
back to top