قصة بيل كامبل في كتاب «تريليون دولار»

مدرّب أعظم القادة الماليّين في العالم

نشر في 19-09-2019
آخر تحديث 19-09-2019 | 00:02
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
بيل كامبل هو مدرّب النّخبة من قادة "سليكون فالي" الذين بلغوا قممَ النجاح بفضله، وتعادل مسيرته قيمة "تريليون دولار".
وقد سعتِ المؤسّسات والدور الاقتصاديَّة إلى ترجمة كتابه "تريليون دولار" بمختلف اللُّغات، كما أصدرته في بيروت "الدار العربيَّة للعلوم ناشرون"، ترجمة: نهى حسن.
يحكي كتاب "تريليون دولار" لبيل كامبل قصة عن رفاق ثلاثة ساعدهم كامبل في بناء أكبر شركاتهم، من أمثال "أبل"، و"غوغل"، و"إنتويت". واتّفقوا بعد وفاة كامبل على وضع هذا الكتاب معتمدين على مقابلاتٍ أُجريت مع أكثر من ثمانين شخصًا ممَن عرفوه وأحبّوه.

هؤلاء الثلاثة الكبار هم: أريك شميدت رئيس مجلس إدارة غوغل ومديرها التنفيذي لمدّة 15 سنة، وجوناثان روزنبرغ نائب رئيس شركة الفابت، وآلان إيغل مدير برامج المبيعات في "غوغل"، وهم الذين ألَّفوا معًا في السابق الكتاب الأكثر مبيعًا: "كيف تعمل غوغل؟".

مَن هو بيل كامبل؟

كان بيل كامبل من أفضل اللَّاعبين في فريق كرة القدم في مدرسته، رّغم قصر قامته ووزنه الخفيف. وأثناء دراسته الجامعيَّة في كولومبيا، تسلم قيادة الفريق إلى أن أصبح المدرّب الرئيسي، وكان حريصاً على نجاح لاعبيه في الحياة، لا على أرض الملعب فقط.

وعندما انتقل إلى مجال الأعمال بدأت موهبته تتكشَّف، فوثق الجميع به إلى أن أصبح إداريًّا في شركة أبل ومديرًا تنفيذيًّا لشركة "إنتويت".

ويقول المسؤولون الحاليّون عنه إنّه هو مَن ألهمهم وغيَّر حياتهم نحوَ الأفضل. وثمَّة قولان شهيران اعتمدهما في حياته للوصول إلى النجاح. الأول: "أنّ عليك أن تكون مدربًا عظيمًا لتصبحَ مديرًا عظيمًا"، والقول الثاني: "كلَّما صعدتَ نحوَ الأعلى، أصبحَ نجاحك يعتمد أكثر على الآخرين".

لقدِ ابتكر بيل نظريات لم يكُن العُلماء قد طوروها في الثمانينيّات، ناهيك عن تطبيقها، ووضع أساليب متميّزة في إدارة الناس وتدريب الفرق ومؤاتاتها للدراسة المنهجيَّة.

ستيف جوبز الصَّديق

عندما أُجبر ستيف جوبز على ترك منصبه في "أبل" عام 1985، كان بيل كامبل أحد القادة القلائل الذين وقفوا في وجه هذه الحملة، إذ قال: "علينا إبقاء ستيف في الشركة، فهو موهوب جداً، ولا يمكن السّماح بمغادرته أبل".

لم ينس ستيف هذا الولاء، وعندما عاد وأصبح مدير "أبل" التنفيذيّ سنة 1997، وتنحّى معظم أعضاء المجلس حينها، رشَّحَ جوبز بيل ليكونَ أحد المسؤولين الجدد.

ومن ثمّ أصبحا صديقَين مقرَّبَين، يتكلّمان باستمرار ويتناقشان حول مختلف الموضوعات، حتّى أصبح بيل محطّ ثقة ستيف جوبز ومستشاره الخاصّ، وكان يتبادل معه مختلف الأفكار التطويريَّة، فقد كان مدرَّبًا، ومعلمًا، وصديقًا مخلصًا.

المساهمة في نجاح «غوغل»

كان إريك شميدت مديراً تنفيذيًّا محترفًا لشركة ناشئة محليَّة تُدعى "غوغل"، فنصحه جون دوير، وهو أحد أصحاب الشركة، أن يستعين بالمدرّب بيل، فاعتبر اريك هذا الاقتراح بمثابة إهانة له، فهو مدير بارز وحائز دكتوراه في علم الحاسوب من جامعة كاليفورنيا، وبكالوريوس من جامعة بريستون، فماذا يمكن لمدرب كرة قدم سابق أن يعلّمه؟

وتبيَّن بعد ذلك أن لديه الكثير ليتعلَّمه، ففي أقل من سنة، أظهرت مراجعة إريك الذاتية مقدار تغيّره بفضل بيل كامبل، وكتب حينها: "استفدنا جميعًا من تدريب بيل كامبل لنا، وأدركتُ متأخّرًا أنّني كنتُ أحتاجُ إليه منذ البداية، وكان عليَّ تشجيع ذلك في وقت أبكر، منذ تأسيسيّ لغوغل".

لقد أصبح بيل مدرّبًا للعديد من قادة شركة غوغل، وحرص على التواصل مع الفريق والإسهام على نحو كبير في نجاح شركة غوغل، فلولاه ما كانت "غوغل" لتكونَ ما هي عليه اليَوم.

مدرب التريليون دولار

كان بيل مدرَّبًا تعادل قيمته تريليون دولار. وفي الحقيقة إنّ هذا القول يقلّل من القيَم التي ابتكرها. فهو عمل جنبًا إلى جنب مع ستيف جوبز لبناء شركة أبل وإنقاذها من الإفلاس لتبلغَ قيمتها التسويقيَّة لاحقًا مئات مليارات الدولارات. وعمل أيضًا مع لاري بايج، وسيرغي برين، وإيريك شميدت، لبناء شركة غوغل المعروفة الآن بـ "الفابت" وتحويلها من شركة ناشئة إلى شركة تبلغ قيمتها التجاريَّة مئات مليارات الدولارات. لذا تتعدّى إنجازاته هذه حدود التريليون دولار بالفعل. ولا يشتمل هذا الأمر الشركات الأُخرى التي ساعدها بيل على مدى السنين. وبذلك المقياس فإن بيل هو أعظم مدرّب تنفيذيّ شهده العالم على الإطلاق، وبعد وفاته بدأت شركة غوغل تدريس مبادئه عبر ندوات داخليَّة للقادة الناشئين.

قوّة الحُبّ

لم يفصِل بيل كامبل بين ذاته البشريَّة وذاته العَمَليَّة وكان يتعامل كإنسان ببساطة وعفوية مع الجميع، وإن كنت واحدًا من أُناسه، كان يهتمّ بشأنك بصدقٍ وتفان، قيل عنه: "حين كان بيل يدخل المكتب، كان الأمر يبدو أشبه بوصول حافلة، فقد كان يحيّي العاملين ويناديهم بأسمائهم ويعانقهم"، ويسأل عن العائلة والرحلة والأصدقاء، ولقد تعلّم الآخرون منه أنه لا أحد يستطيع أن يكون كاملًا من دون الآخر، وأنّ الحُبّ أمرٌ ضروريّ لنجاح الحياة العملية.

من نصائح بيل كامبل

● قد تكون مديراً عظيماً، لكن موظفيك هم الذين يجعلون منك قائداً ناجحاً.

● يدلّ دفع التعويض المناسب للموظّفين على الحُبّ والاحترام، ويربطهم بعروة وثيقة مع أهداف الشركة.

● الابتكار هو المنصة التي يبرز فيها الأشخاص المجانين.

● لا تضع فجوة بين أقوالك والحقيقة.

● ثِق بالناس أكثر من ثقتهم بأنفسهم، وادفعهم إلى الأمام ليصبحوا أكثر شجاعة.

● اعمل على الفريق أولًا، ثمّ اعمل على حلّ المشكلة.

● لا تفرض آراءَك، لا تُخْبر الناس بما عليهم فعله، بل ساعدهم على اتّخاذ أفضل القررات الممكنة.

● لتهتمّ بالناس عليك أن تهتمّ بأمرهم، اسأل عن حياتهم خارج العمل، افهم وضعهم العائليّ، وحين تسوء الأمور، كُن موجودًا إلى جانبهم.

ما يلفت الانتباه

أكثر ما يلفت الانتباه في قصّة بيل كامبل، هو أنّه كلّما قرأت عنه وجدت أمامك فرصًا بشكل يوميّ لتصبحَ مثله. وهو أيضًا لم يكُن بحاجة لتمجيده في كتاب، وقد أظهر ذلك مرارًا، ولكن بالنسبة إلى رجل أمضى حياته وهو يزوّد الناس بخبراته، يبدو أن أسراره المتاحة للعلَن هي مقدمة مناسبة له وللقراء.

حرص على نجاح لاعبيه في الحياة لا على أرض الملعب

كان من أفضل اللَّاعبين في فريق كرة القدم بمدرسته
back to top