متى نصحو؟

كم هو مؤلم ما نراه من أعداد المخيمات واللاجئين وتزايد أعداد المشردين في كل اتجاهات الدنيا، بل أصبح أعداء الأمس هم اليوم من يحتضن أبناءنا وعائلاتنا من المشردين، وغدونا محل ابتزاز لثرواتنا الوطنية وبكل الوسائل، ونشبت الحروب بيننا ولأسباب اخترعناها، فمتى نصحو؟

نشر في 17-09-2019
آخر تحديث 17-09-2019 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي التساؤل هنا موجه إلى قادة وشعوب الدول العربية، متى نصحو لمواجهة هذا الكم الهائل من الأخطار التي تحيط بنا كأمة عربية؟ فالأخطار ليست موجهة ضد دولة دون أخرى أو ضد شعب دون آخر، وليس على حق من يعتقد أنه في مأمن منها، فالهدف إضعافنا وتفتيت دولنا وغرس الكراهية والأحقاد بيننا.

كم هو مؤلم ما نراه من أعداد المخيمات واللاجئين وتزايد أعداد المشردين في كل اتجاهات الدنيا، بل أصبح أعداء الأمس هم اليوم من يحتضن أبناءنا وعائلاتنا من المشردين، وغدونا محل ابتزاز لثرواتنا الوطنية وبكل الوسائل، ونشبت الحروب بيننا ولأسباب اخترعناها، منها أسباب مذهبية وأسباب قبلية ونزاعات على الحدود وطائفية، وغيرها من أسباب، والخاسر الأول والأكبر فيها هي دولنا وشعوبنا.

وأعدنا نسخ حروب العرب في تلك الأزمنة مثل حرب داحس والغبراء وحرب البسوس وحروب الفجار وغيرها من حروب استمرت على فترات، تجاوزت العقود من السنين، واستبدلنا بالسيف والرمح والخنجر كما هائلا من الأسلحة الحديثة، منها للذكر لا الحصر الرشاش والقنابل والصواريخ والطائرات المسيرة، والأخطر سلاح الإعلام، فغدا الفضاء ساحة حرب لا هوادة فيها، وبرامج حوارية تشعرنا بالغثيان.

وبدأ المواطن العربي يصرخ من الأعماق، لا نريد وحدة أو قومية عربية، ولا وحدة لا يغلبها غلاب، لا نريد رسالة خالدة أو غداً مشرقاً عزيزاً، بل كل ما نريده أن يكف بعضنا شره عن بعض، نريد أن يأمن بعضنا بعضاً، فنحن من يدمر الأوطان، ونحن من يقتل النساء والأطفال، ونحن من يشرد العائلات، ففي سورية السوري هو من يقتل أخاه السوري، وفي اليمن اليمني هو من يقتل أخاه اليمني، وكذلك الحال في العراق وليبيا وعلى امتداد عالمنا العربي، وللأسف الشديد هذا هو الواقع، وليس كما يتحدت المنظرون والخبراء الاستراتيجيون والمحللون.

نعم إنها ليست الإمبريالية وليست الدول الاستعمارية، وليست "الموساد" والفرس، فهل اجتمع العالم كله بهدف تدميرنا؟ وهل أصبحنا محط اهتمام ومحور العالم بأسره، فلم يعد له اهتمامات غيرنا؟ فمتى نصحو لنستعيد مكانتنا بين أمم العالم؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

إلى جنات الخلد

في الأيام القليلة الماضية فقدت الكويت أحد رجالها ممن كان له دوره في الحياة السياسية، وخصوصا في المجال النيابي، فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى النائب السابق مشاري محمد العصيمي بعد أن أدى واجبه تجاه وطنه وأهله، فتعزية من القلب للأخ الكريم سعود محمد العصيمي، مع الدعاء للمولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، ويلهم أهله جميل الصبر وحسن العزاء، و"إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".

back to top