ماذا بعد طائرات الدرون؟

نشر في 17-09-2019
آخر تحديث 17-09-2019 | 00:10
أشغلتنا السلطتان خلال الأسابيع الماضية بما يسمى "الحسابات الوهمية" في وسائل التواصل الاجتماعي وضاع وقت الناس والجهات الحكومية في البحث والتنقيب واقتراح أفكار كبيرة للتصدي لما أسموه فتنة الحسابات الوهمية، لتأتي واقعة "طائرة درون" لتوقظ الناس وتلفت الأنظار إلى ضياع الأولويات الرسمية.
 ‏‫وليد عبدالله الغانم الضجة العظيمة التي أثارها الخبر الصحافي عن تجول "طائرة درون" فوق قصر سلوى واختراقها الأجواء المحلية فجر السبت الماضي هي ضجة مستحقة، وردة الفعل الشعبية المحاطة بالقلق والتوجس من هذا الخبر هي ردة فعل طبيعية لكل مواطن قلبه على وطنه وأمنه واستقراره.

تزامن هذا الخبر المقلق مع حادثة الاعتداء الإرهابي على مصافي النفط في الشقيقة الغالية المملكة السعودية واضطراب التقارير والروايات في الجهة التي انطلقت منها الطائرات المعتدية، وهي من فئة "درون" نفسها، وإن كانت حقاً قد مرّت فوق الأراضي الكويتية قادمة من الشمال أو غير ذلك.

هذه النقلة النوعية في الأعمال الإرهابية ونشاطات التجسس مع بطء ردة الفعل الأمنية في الكويت سواء من جهة رصد وإيقاف هذه الطائرات الموجهة أو حتى التعامل الإعلامي مع ما نشر عن الحادثة، وغياب المعلومة الرصينة التي وجب أن تصدر من الجهات المختصة، كلها أسباب تدعونا إلى القلق من مدى جاهزية المؤسسات الأمنية والعسكرية للتعامل مع هذه الأعمال الخطيرة على أمن البلد وسلامة المجتمع.

لقد أشغلتنا السلطتان خلال الأسابيع الماضية بما يسمى "الحسابات الوهمية" في وسائل التواصل الاجتماعي وضاع وقت الناس والجهات الحكومية في البحث والتنقيب واقتراح أفكار كبيرة للتصدي لما أسموه فتنة الحسابات الوهمية، لتأتي واقعة "طائرة درون" لتوقظ الناس وتلفت الأنظار إلى ضياع الأولويات الرسمية، وانحراف بوصلة العمل الحقيقي تجاه قضايا وهمية فيما يتعرض البلد إلى أخطار حقيقية محدقة به من كل جانب.

لسنا في صدد لوم أحد أو مهاجمة أي جهة إنما نطالبكم الآن كما طالبناكم مراراً وتكراراً ببذل الجهد الحقيقي، وفرض التعاون بين الجهات الأمنية والعسكرية، وتوحيد أعمالها وتطهيرها من الصراعات المتبادلة التي أصبحت واضحة ومكشوفة، وهي حديث الناس في الدواوين والملتقيات الاجتماعية اليومية، فأمن البلد وحمايته فوق كل اعتبار، وإن أول واجباتكم هو إعادة تقييم كل إمكانات البلد الأمنية والعسكرية ومدى جهوزيتنا لمواجهة أي تطورات إقليمية والكشف عن مواطن القصور في الأنظمة والمعدات والتدريب والاتصال الفعال والربط بين مؤسسات الدولة المختلفة.

قد يكون خبر طائرة الدرون مفبركا أو إشاعة أو التباسا على من رواه، لكنه بكل حال وجّه الأنظار إلى الواقع الحقيقي الذي يجب علينا جميعاً العمل فيه، وهو واقع حماية ورعاية الوطن، وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.

back to top