سدانيات: من ذا يخبِّر زينب؟!

نشر في 13-09-2019
آخر تحديث 13-09-2019 | 00:07
 محمد السداني من المسؤول؟ كانت هذه أول جملة تمر بمخيلتي في أي موقف أرى فيه فساداً أو تخاذلا أو تقصيرا من الحكومة في أداء واجباتها، كنت أبحث دائما عن ذلك الشخص الخفي الذي لم يحاسب ولم يعاقب ولم يسجن ولم يسحل ولم يصبه أي مكروه ولم ألتق به أبدا، وكلما كبرت المشاهد التي أراها أمامي رأيت السؤال يكبر وتكبر معه التخمينات والتوقعات التي لم تكن لتخطئ لوضوح فاعليها مثل قرص الشمس في وضح النهار.

إننا نبحث دائما عن مسؤول يعرقل مسيرة الحياة التي تؤثر سلبا في مجريات حياتنا، والحقيقة المؤلمة ألا مسؤول من الذين خمَّنا أسماءهم مسؤول فعليا عما يحدث من تقصير في الجهاز الحكومي، إننا كشعب فقط مسؤولون عما يحدث في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة المساحة الكبيرة ثروة وتاريخا وإنسانية! إننا بتخاذلنا في أداء دورنا كمواطنين في خلق نظام سياسي يضمن محاسبة المقصر ومكافأة المصلح المُنجز نؤصل لدولة الاعتباط والفوضى العارمة، إنَّ الأنظمة السياسية التي دائما ما نضرب بها المثل لم تكن وليدة المصادفة أو هي هبة إلهية على هذه الدول!

إن ما تنعم به شعوب الدول التي تتكالب شعوب الأرض على الهجرة إليها من خيرات وأمن وأمان وخدمات إنسانية حقيقية ونظام يحترم الإنسان لأنه إنسان دون تمييز أو تصنيف هو وليد تضحيات هائلة بالدم والدمع والنفوس التي زهقت من أجل أن تبني الأوطان على قواعد صالحة لكل الناس، وليس لفئة دون أخرى، ولا لعائلة أو قبيلة دون الأخرى، لا يمكن أن نستمر في انتقاد فوضى إدارية نحن جزء أساسي من تسيبها وعدم جديتها في ممارسة دورها الحقيقي بعيدا عن التمثيل وتبديد ثروة البلد على مجموعة فاشلين.

إن مطالبات التغيير التي ننشدها من المجتمع هي مطالبات حقيقية ومستحقة، فلا يمكن أن نصل إلى هذا الزمن ونحن دولة من أغنى دول العالم، ومازلنا نتحدث عن الصحة والتعليم وإصلاح شوارع البلاد بعد الأمطار التي ستهطل مجددا دون تحرك حقيقي مرة أخرى من الحكومة!

إن المهمة الصعبة التي يقوم بها مجموعة من الأشخاص لا يميزهم سوى أنهم يتشارك بعضهم في إلقاء فشله على بعض دون أن يستوعبوا أنه كلما كنت غبيا ساذجا محدود القدرات كنت أهلاً لكي تكون في صفوف من يساهم في الفوضى التي نعيشها، إنَّ الشعوب التي لا تضحي ولا تحمي مبادئها التي تعيش من أجلها لا يمكن لها أن تحظى بمحيط إداري أو دولة متطورة؛ لأنَّ التطور لا يأتي على طبق من ذهب، لكنه يأتي ويستمر ويُحافظ عليه لما له من قيمة قدمت لتصلح ما أفسده أصدقاء السلطة الذين أفسدوا البلاد والعباد.

خارج النص:

من ذا يخبر زينب أنَّ الزمن مهما قسا عليها مجعِّداً ملامحها ومغيراً جلدها أنها ستظل تلك الفتاة الجميلة التي تحمل قلب طفلة وروح ملاك؟!

back to top