أي طريق تختار حكومة الكويت؟

نشر في 06-09-2019
آخر تحديث 06-09-2019 | 00:05
 محمد خلف الجنفاوي بدأت الكويت، منذ خروجها من محنة الغزو العراقي، تستعيد دورها الطبيعي، ولعل أهم المراحل هي ترؤسها مجلس الأمن، فلا شك أن لها عدة إنجازات، ولكن سنسلط الضوء على جوانب الضعف والتقصير والإهمال، ومن أهمها الفشل الحكومي في تسويق الكويت فكرا وثقافة وتعددا سياسيا، وإن جريمة الغزو كلفت المنطقة كوارث كبيرة وما زلنا نعيش تبعاتها بسبب حاكم فاسد اتخذ قرارا كارثيا على الأمة.

والكويت دفعت ثمن سياسة إيمانها بالفكر العروبي والشعارات، فكانت قبل جريمة الغزو العراقي ترفض أي وجود لقواعد أجنبية، حتى جاء الغزو، ورغم ذلك كبرت على جراحها، وأعطت درسا في التسامح والنظر للمستقبل والتعاون وتبادل المصالح خارجيا، لكن حكوماتها للأسف فشلت داخليا رغم بعض الإنجازات كي نكون منصفين.

فهي تملك مجتمعا حيا متعددا ومتنوعا، وهذا عامل قوة لا ضعف، وإن ارتفاع صوت بعض العنصريين لأهداف خاصة يجب أن نعيد النظر فيه من خلال مراجعة شاملة للفوضى السياسية وتراجع التنمية وارتفاع مؤشرات الفساد والانتخابات العنصرية المجرمة قانونا، وحتى مؤسسات التعليم والمجتمع المدني، التي تشجع الأفكار البعيدة عن أبسط أسس العدالة والديمقراطية ودولة المواطنة.

فالعنصرية لغة تدمر الأوطان وتعزز الكراهية والفساد وثقافة الإحباط للعمل والإبداع والإنجاز، فهل تعي السلطة أو الحكومة ذلك؟

هناك مجتمعات كانت أكثر تشددا وتنتشر فيها لغة القبلية والعائلية والطائفية اختارت المواجهة وغيرت، وهذا إنحاز يحسب لها، فلماذا نستورد مخلفات عنصرية هي أخطر من المخلفات النووية؟ فأي طريق تختار حكومة الكويت، فالقطار لا ينتظر، وكما قيل إذا هبت رياحك فاغتنمها؟!

back to top