سدانيات: ديمقراطية بالمقلوب!

نشر في 06-09-2019
آخر تحديث 06-09-2019 | 00:10
 محمد السداني يقف نائب رئيس حزب العمال البريطاني ليقرِّع رئيس الوزراء البريطاني بما تضمنته كلماته من عنصرية ضد الكثير من مكونات الشعب، رئيس الوزراء الذي بدأ سقوطه من فترة توليه لرئاسة الوزراء في ظروف لا تحسد عليها المملكة المتحدة، نائب رئيس حزب العمال ذو العمامة السيخية الذي وقف مدافعا عن التعدد الإثني والاختلاف الأيديولوجي لمكونات الشعب، منظر يصعب كثيرا علينا أن نشاهده في دولنا العربية أو حتى في الكويت، فعندنا تجد نوابا من المفترض فيهم محاسبة وزير مقصر ولكنَّ صلته الجينية والعائلية والقبلية به تجعلهم يرفعون شارة النصر بعد تخطيه الاستجواب بسلام بعد الثمن الباهظ الذي دفعته الحكومة من أجل بقاء وزير لا فائدة من وجوده سوى استمرار تماسك الحكومة المتضعضعة.

لقد حطم البرلمان البريطاني آمال المتطفلين على السياسة والتنظير السياسي، فقال أحدهم إننا نعاني مثل المشاكل التي عانتها بريطانيا، وكان الحل بتعطيل البرلمان واتخاذ قرار فردي، معتقدا أن الأمر سيسير مثلما سارت عليه الأمور في الكويت، ولكن البرلمان الحقيقي الذي تملكه بريطانيا أبى إلا أن يصور لنا الديمقراطية بأبهى شكلها، فرفض قرار رئيس الوزراء الفردي وجعله كأنه لم يكن. إن هذا النظام لم يأتِ عن طريق المصادفة بل إن التضحيات التي قدمت والمبادئ التي التزم بها بناء مثل هذه المنظومة الديمقراطية هي من جعلتهم على حالهم، وانشغالنا بالشكليات والصراعات الداخلية المصطنعة هي من جعلت عندنا أشباه سياسيين يطلقون على أنفسهم ألقاباً لا يستحقونها.

بعد كل هذه السنوات لم نبنِ وطنا حقيقا ولا اقتصادا حقيقيا ولا تعليما حقيقيا، هي مبان جميلة وشوارع فضحتها الأمطار ومجلس أمة لا يمثل الأمة وحكومة غير قادرة على إدارة بلد كان قديما بلدا عظيما؛ بالتضحيات والعطاءات التي قدمها الكويتيون الذين كانوا يأملون الكويت بلدا مستداما عظيما.

خارج النص:

- متى تعي الدولة أننا بحاجة فعلية لأن نبني علاقة جيدة مع العراق دون حركات صبيانية من الطرفين!

- الدول التي تمر بالأزمات وتتعلم منها دول عظيمة، أما الذكريات واجترار الماضي فلن تحرك شيئا!

back to top