بيروت: حراك دبلوماسي كثيف لتطويق تداعيات «المُسيّرتين»

● سفير الكويت: الدول العربية حريصة أن يكون لبنان بمنأى عما يهدّد أمنه واستقراره
● فرنسا تدعو لضبط النفس... وكوبيتش يخشى تراخي الدولة في الإمساك بسيادتها

نشر في 29-08-2019
آخر تحديث 29-08-2019 | 00:05
جنديان إسرائيليان يدفعان عربة عسكرية تعطّلت على حدود لبنان أمس (رويترز)
جنديان إسرائيليان يدفعان عربة عسكرية تعطّلت على حدود لبنان أمس (رويترز)
على وقع الهزّات الارتدادية لحادثة الطائرتين المسيّرتين، استمر البحث عن كيفية تفعيل شبكة الأمان الواقية من الاعتداءات الإسرائيلية وما قد يستتبعها من تطورات وردود. وسجل لبنان، أمس، حركة دبلوماسية ناشطة لاحتواء تداعيات الأزمة.
على وقع غليان متصاعد الوتيرة جراء الاعتداءات الإسرائيلية، برز أمس حراك دبلوماسي «مكثف» لمنع وتحصين لبنان من الانزلاق في أتون قد لا تحمد عقباه.

واستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أمس، سفراء الدول العربية. وقال عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير الكويت عبدالعال القناعي بعد اللقاء: «استمعنا إلى الرئيس الحريري إذ قدم عرضاً لرؤية لبنان حول الأحداث التي جرت أخيراً في بيروت والضاحية الجنوبية، وأكدنا كدول عربية وقوفنا وتأييدنا وحرصنا على أمن واستقرار لبنان وما يتخذه من إجراءات أو سياسات كفيلة بالمحافظة على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، فالاستقرار في هذا البلد هو مطلب وحرص عربي على أن يكون لبنان بمنأى عن كل ما يهدد أمنه واستقراره».

ضبط النفس

في السياق، تبلّغ وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي موقفاً فرنسياً من التطورات خلال لقائه القائمة بأعمال السفارة الفرنسية في بيروت سالينا غرونيه كاتالانو، أمس، إذ عرض معها الأوضاع العامة في لبنان لاسيما منها الأمنية خصوصاً بعد الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت والخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لمعالجة تداعياته.

ونقلت كاتالانو موقف بلادها الداعي إلى «ضرورة ضبط النفس لاسيما أن لبنان على مشارف التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «يونيفيل»، خصوصاً أن فرنسا ساهمت مع دول أخرى في اعتماد «قرار ملائم» من شأنه التمديد للقوات الدولية سنة إضافية.

تراخي الدولة

إلى ذلك، أعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عن خشيته من تراخي الدولة اللبنانية تجاه إمساكها بسيادتها وذلك خلال استكمال جولاته على كبار المسؤولين، إذ التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعرض معه تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية.

وخلال اللقاء طالب باسيل الأمم المتحدة بـ «إدانة هذه الاعتداءات وأخذها بالاعتبار عند التجديد لمهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان»، مؤكداً «التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701».

بري وقاسم

في موازاة ذلك، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء «الأربعاء النيابي»، أمس، أن «ما حصل من إجماع لبناني حول إدانة ورفض العدوان الإسرائيلي الذي استهدف لبنان قبل أيام كان بمنزلة أولى بشائر الانتصار على مستوى الوحدة الوطنية».

في المقابل، أكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «الحزب سيرد على كل العدوان الإسرائيلي بضربة مفاجئة»، مشدداً على أن «العدوان الإسرائيلي موصوف ولا يمكن التعامل معه كقضية عابرة». وأضاف في حديث صحافي مساء أمس الأول، أن «الأجواء اليوم هي أجواء ردٍ لا أجواء حرب»، موضحاً أنه «لا يمكن الحديث عن حرب للتهويل والضغط على حزب الله».

فجر الجرود

ولمناسبة الذكرى السنوية الثانية لمعركة «فجر الجرود»، زار قائد الجيش العماد جوزيف عون منطقة وادي الدب في جرود بلدة عرسال، حيث وضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري للعسكريين الشهداء الذين خطفوا على أيدي المنظمات الإرهابية عام 2014، وأضاء شعلة لتخليد ذكراهم وتضحياتهم.

وتوجه عون إلى عسكريي الوحدات المنتشرة في المنطقة، قائلاً: «هذا النصب هو رسالة للأجيال القادمة من عسكريين ومدنيين لتشهد على غدر الإرهاب. فوجودنا هو رسالة لكل إرهابي بأننا لن ننسى شهداءنا، وإنه سيدفع ثمن غدره».

وأضاف: «ما قام به الجيش في هذه الجرود هو إنجاز يسجل لكل لبنان وسنكمل الطريق مهما طالت، فالجيوش تبنى للدفاع عن أرضها وشعبها مهما بلغت التضحيات».

نعيم قاسم: سنردّ على كل عدوان إسرائيلي بضربة مفاجئة
back to top