فشل حوثي جديد... وتهديد إيراني للمطارات والمصافي

قوات هادي تطرد الانفصاليين من عتق... والمجلس الجنوبي يطالب بالتمثيل في المفاوضات الأممية

نشر في 25-08-2019
آخر تحديث 25-08-2019 | 00:04
سفينة الهجوم الأميركية البرمائية «يو إس إس بوكسر» تعبر باب المندب لدعم العمليات البحرية لضمان الاستقرار والأمن البحري
سفينة الهجوم الأميركية البرمائية «يو إس إس بوكسر» تعبر باب المندب لدعم العمليات البحرية لضمان الاستقرار والأمن البحري
تصدت الدفاعات الجوية لتحالف دعم الشرعية لهجوم واسع شنّته ميليشيات الحوثي جنوب السعودية وقصفت موقعها بصنعاء، في وقت اعتبر الحرس الثوري الإيراني أن مطارات ومنشآت المملكة النفطية باتت غير آمنة، مع تنامي قدرات متمردي اليمن.
تمكنت قوات الدفاع الجوي التابعة لـ "تحالف دعم الشرعية" من اعتراض وإسقاط طائرات مسيرة مفخخة "درون" أطلقتها ميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية من اليمن في هجوم واسع باتجاه جنوب السعودية أمس.

وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد تركي المالكي، بأن "قوات التحالف تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرات دون طيار أطلقتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية بخميس مشيط وجازان".

وقال إن "جميع محاولات الميليشيات بإطلاق الطائرات من دون طيار مصيرها الفشل، ويتخذ التحالف كل الإجراءات العملياتية وأفضل ممارسات قواعد الاشتباك للتعامل مع هذه الطائرات لحماية المدنيين".

وأضاف أن "المحاولات المتكررة تعبّر عن حالة اليأس لدى الميليشيات الإرهابية، وتؤكد إجرام وكلاء إيران بالمنطقة ومن يقف وراءها، كما أنها تؤكد حجم الخسائر بعناصرها الإرهابية الذين تزج بهم كل يوم في معركة خاسرة، مما سبب لها حالة من السخط الاجتماعي والشعبي".

وأكد "استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف بتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد المتمردين لتحييد وتدمير القدرات بكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".

هجوم واسع

في المقابل، قال المتحدث باسم قوات التابعة للحوثيين، العميد يحيى سريع، إن قواته نفذت هجوماً موسعاً بطائرات مسيرة على قاعدة الملك خالد بخميس مشيط جنوبي السعودية.

وأضاف المتحدث الحوثي أن الهجوم الجوي على القاعدة تم بواسطة طائرات قاصف "كي2" وحقق هدفه بدقة بإصابة مرابض الطائرات الحربية ومدارج الإقلاع والهبوط.

وكان الحوثيون قد استهدفوا قاعدة الملك خالد قبل يومين بهجومين من طائرات مسيرة، واستهدف الهجوم الأول منظومة الاتصالات العسكرية، في حين استهدف الثاني خزانات ومحطة الوقود في القاعدة.

وكثف المتمردون اليمنيون أخيراً من هجماتهم بـ "الدرون" على أهداف مدنية وعسكرية داخل الأراضي السعودية.

تهديد حوثي

في هذه الأثناء، اعتبر القائد العام لـ "الحرس الثوري الإيراني" أن المصافي والمطارات السعودية غير آمنة، في ظل تنامي قدرات الجماعة الحوثية.

وقال سلامي في كلمة بمدينة مشهد: "لقد تمكّن اليمن من انتشال نفسه من تحت الأنقاض وجعل الإمارات والسعودية وأميركا تشعر بالعجز، وهو قادر الآن على استهداف جميع المطارات السعودية بطائراته المسيرة وصواريخه".

ورأى سلامي أن الولايات المتحدة فشلت في حملة الضغوط القصوى التي تفرضها على طهران. وأكد أن بلاده "كسبت معركة النفوذ في المنطقة من خلال الاستحواذ على الأفكار والقلوب وليس الأرض".

وجدد تحذيره ورفضه لـ "أي محاولة لجر بلاده إلى طاولة مفاوضات واستسلام مع واشنطن"، في ظل الضغوط.

قصف صنعاء

من جانب آخر، قصف طيران "التحالف"، أمس، مواقع "أنصار الله" على الطرف الغربي للعاصمة صنعاء.

وأفاد مصدر عسكري يمني بأن طيران التحالف "شن 4 غارات على مواقع الجماعة في جبل عطان".

تمرد الجنوبي

إلى ذلك، دخلت قوات حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً مقر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي في عتق عاصمة محافظة شبوة، وسيطرت عليه أمس.

وأفادت مصادر عسكرية في المدينة بأن القوات الحكومية، بعد أن أحكمت سيطرتها الكاملة على المدينة، اتجهت للسيطرة على المنافذ والطرق الرابطة بين عتق ومراكز الإمداد المحتملة للقوات الموالية للمجلس الجنوبي، وتحديدا قطع الطرق المؤدية إلى معسكر العلم باتجاه منطقة بلحاف الساحلية جنوب شرق عتق.

كما أوضحت أن قوات "النخبة الشبوانية" خسرت خلال مواجهات اليومين الماضيين كل مواقع تمركزها في مدينة عتق والمناطق المحيطة بها، وتمت السيطرة على 3 معسكرات تابعة لها، هي معسكر ثماد الذي يقع شمال شرق المدينة ويبعد عن مركزها بنحو 15 كلم، ومعسكر الشهداء ويقع على بعد 10 كلم من المدينة جهة الشرق، إضافة إلى معسكر مُرَّة الذي أحكمت القوات الحكومية السيطرة عليه صباح أمس.

وبينما شدد محافظ شبوة محمد صالح بن عديو على حفظ الأمن في عتق وحماية الممتلكات العامة والخاصة، بما فيها ممتلكات قادة "المجلس الجنوبي"، أكدت مصادر حكومية إرسال تعزيزات من النقطة العسكرية الأولى بوادي حضرموت إلى عتق لدعم القوات الحكومية، وإسنادها لمواجهة أي هجوم محتمل من القوات الانفصالية التي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن.

تمثيل سياسي

ومساء أمس الأول، طالب "المجلس الجنوبي"، الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، بوجوب تمثيله تمثيلاً كاملاً وأساسياً في أي مفاوضات قادمة تقودها الأمم المتحدة بين حكومة هادي وحكومة "أنصار الله" المسيطرة على صنعاء منذ 2014.

وقال "المجلس الجنوبي" في بيان: "إن التطورات الأخيرة أثبتت بما لايدع مجالا للشك، وجوب أن يكون للجنوب تمثيل في أي مفاوضات قادمة، للخروج بحلول تضمن سلاما مستداما لهذه المنطقة المهمة من العالم".

ورحب المجلس بدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وجهود المملكة الرامية للحوار بين الأطراف اليمنية، مؤكدا استعداده لهذا الحوار بكل مصداقية.

ودعا المجلس، جميع الأطراف في شبوة لـ "ضبط النفس، والالتزام بدعوة وقف إطلاق النار التي دعت إليها قيادة التحالف، وضمان سلامة القوات التابعة للتحالف في المحافظة".

وطالب جميع القوات الجنوبية بـ "الثبات في المواقع الموجودة فيها، والحفاظ على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة".

يذكر أن قوات المجلس الانتقالي سيطرت على مدينتي عدن وأبين خلال الأيام الماضية، بعد معارك عنيفة خاضتها مع قوات الجيش الحكومي.

ضربات جوية على مواقع المتمردين بالطرف الغربي لصنعاء
back to top