سدانيات: برلمان إلا...!

نشر في 23-08-2019
آخر تحديث 23-08-2019 | 00:05
 محمد السداني مشهد عظيم جداً شاهدته صباح أمس وأنا أتصفح «تويتر»، فمن بين كمية التشاؤم والإحباط وتصريحات الحكومة غير العقلانية وجدت مقطع فيديو لرئيس مجلس العموم البريطاني وهو يلقن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون درساً في الأخلاق والتعامل اللبق مع أعضاء البرلمان، مشهد من المستحيل أن تراه في مجالس الدول التي لم تأخذ من الديمقراطية إلا الصندوق فقط.

إنَّ المتابع للشأن السياسي في المنطقة عامة، والكويت خاصة، يجد أننا متقدمون عليهم شكلياً في نمط ديمقراطي مشوه لا قيمة له، بهذا الشكل غير الصحيح قد نملك برلماناً، ولكننا لا نملك سلوكاً ديمقراطياً حقيقياً يؤهل هذا البرلمان ليكون فعلاً منصة تشريعية ودرعاً للبلاد والعباد من التخبط والتفرد الحكومي بالقرار.

الممارسة التي رأيتها في الجدال الذي حدث في البرلمان البريطاني لم تكن وليدة اللحظة بل هي نتاجات تضحيات والتزامات حقيقية من جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية، فهؤلاء وأجدادهم كانوا وما زالوا يبنون أوطانهم ومجتمعاتهم من خلال ما يقدمونه تحت قبة هذا المجلس، ومن خلال ممارساتهم السياسية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، ولكنَّنا بما نملك من «مصيبة» نشعر بالخجل أن نطل على هذا المبنى القابع على شاطئ الخليج العربي برلماناً، فلو كانت للخليج قدرة خارقة لابتلعه بسبب ما أداه من دمار لهذا البلد الذي كان له أن يكون أعظم بلد في التاريخ لولا الكذب والتَّكسب والمصالح الشخصية التي طغت على مصالح الدولة ومستقبلها.

لا يمكن للدول أن تمضي قدماً ببرلمان ينقصه إخلاص للوطن لا للمصلحة الخاصة، ولا يمكن للبرلمان أن يكون ساحة صراع سياسية بين الخصوم الذين يُمثِّلون على الشعب ولا يمثلونه، إنَّ هذا النظام المشوه أدى إلى خلق نماذج سياسية غير حقيقية في العمل السياسي، وقدرنا أن نقبلهم كرموز للعمل الوطني الذي لا يرونه إلا نوعاً من الوجاهة الاجتماعية وتخليداً لذكرى عوائلهم التي أخذت الكثير من هذا البلد دون أن تقدم شيئا واحداً للكويت.

إنَّ السلطة على مر السنوات لم تفسد النظام بقدر ما أفسدت عناصر النظام الديمقراطي، حيث جعلت أطراف اللعبة تشارك في إفساد النظام نفسه ملقية باللوم على المشاركين وعلى اختياراتهم السيئة، وهذا ما أدخلنا في نفق لا مخرج منه أبداً.

خارج النص:

- وعود زيادة إنتاج النفط منذ سنوات تبخرت بالعجز، وطبعاً لا يوجد مسؤول لكي يحاسب، فلا مجلس أعلى للبترول مسؤول ولا مجلس أدنى!

- تفتح المدارس قريباً أبوابها، وتبدأ قضية المكيفات وبرادات المياه والزحمة المرورية، ويصح المثل الشهير «كأنك يا بوزيد ما غزيت».

back to top