الفصائل تنسحب من خان شيخون... والأتراك في مرمى الأسد

• دمشق: تغييرات عسكرية وسياسية
• أنقرة تتمسك بجميع نقاطها
• قلق أممي من مواجهة إقليمية

نشر في 21-08-2019
آخر تحديث 21-08-2019 | 00:05
 دبابة حكومية في خان شيخون أمس الأول (أ ف ب)
دبابة حكومية في خان شيخون أمس الأول (أ ف ب)
وسعت القوات الحكومية السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها سيطرتها في إدلب وريف حماة الشمالي، وأحكمت قبضتها كاملة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية وجزء من الطريق الدولي لتعزل نقطة المراقبة التركية في المنطقة.
انسحبت فصائل المعارضة السورية ليل الاثنين- الثلاثاء من مدينة خان شيخون الاستراتيجية في جنوب إدلب ومن ريف حماة الشمالي المجاور، لتصبح أكبر نقاط المراقبة التركية الموجودة في المنطقة بموجب تفاهم بين أنقرة وموسكو تحت مرمى نيران قوات الرئيس بشار الأسد، التي تعمل حالياً على تمشيط المدينة.

وغداة حصوله على دعم نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لوضع حد للتهديدات الإرهابية"، تحدث الأسد، خلال لقائه مع عضو البرلمان الروسي دميتري سابلين، عن تغييرات إيجابية في الوضعين العسكري والسياسي في سورية، مشيراً تحديداً إلى "تقدم الجيش بخان شيخون الاستراتيجية ووجود القوات الروسية على مقربة منه وهروب المسلحين باتجاه تركيا".

ووسط مخاوف من اندلاع شرارة المواجهة بين دمشق وأنقرة في ظل تعرض الطرقات المؤدية إلى المنطقة لغارات وقصف بالمروحيات، قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن: "باتت نقطة المراقبة التركية الموجودة في مورك بحكم المحاصرة، ولم يبق أمام عناصرها إلا الانسحاب عبر طرق تحت سيطرة النظام ميدانياً أو نارياً".

ونددت تركيا بتعرض رتل تعزيزات عسكرية وصل إلى ريف إدلب الجنوبي لضربة جوية، تسببت بمقتل ثلاثة مدنيين، لكن المرصد قال إنهم من مقاتلي المعارضة.

ولم يتمكن الرتل، المؤلف من قرابة خمسين آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل، من إكمال طريقه بعد تعرض مناطق قريبة منه للقصف وفق المرصد، ما دفعه إلى التوقف منذ بعد ظهر الاثنين على الطريق الدولي في قرية معر حطاط شمال خان شيخون.

إعادة تمركز

وبينما نفى متحدّث باسم "النصرة" الانسحاب من ريف حماة الشمالي، متحدثاً عن "إعادة تمركز" جنوب خان شيخون بعد قصف شديد من قوات النظام التي تتبع "سياسة الأرض المحروقة"، أكد قائد ميداني حكومي أن "هروب المعارضة امتد إلى ريف حماة الشمالي وأنها لم تستطع المواجهة في مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقرى لطمين ولحايا ومعركبة في ريف حماة الشمالي، وبذلك يصبح ريف حماة الشمالي بشكل كامل تحت سيطرة الجيش السوري الذي يواصل تقدمه لفرض سيطرته على كل مناطق ريف إدلب الجنوبي".

رسالة لتركيا

وجاء انسحاب الفصائل بعد ساعات من سيطرة قوات النظام بإسناد جوي روسي على أكثر من نصف المدينة، وتمكنها من قطع الطريق الدولي حلب - دمشق أمام تعزيزات عسكرية أرسلتها أنقرة وكانت في طريقها إلى ريف حماة الشمالي، إذ توجد أكبر نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك.

وأوردت صحيفة "الوطن" المقربة من دمشق أمس، أن "الطيران أرسل وعلى طريقته رسالة واضحة للنظام التركي، بإرغامه الأرتال العسكرية المرسلة من أنقرة لنجدة إرهابيي خان شيخون على وقف تقدمها".

وبحسب الوطن، فقد وجه الجيش "إشارات تحذير واضحة لأي محاولة إنعاش تركية جديدة للإرهابيين، معلناً في الوقت ذاته قرب انتهاء المعادلات التي فرضتها اتفاقية مناطق خفض التصعيد وما تبعها من نشر للنقاط العسكرية التركية، وهذه المرة بدعم روسي مؤكد".

اتصالات للتهدئة

في المقابل، أعلن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو عن التواصل مع موسكو على كل المستويات بعد استهداف طائرات سورية للرتل العسكري في إدلب، مشدداً على أنه لن يتم نقل نقطة المراقبة في مورك والجيش سيفعل كل ما بوسعه لتوفير الأمن في جميع النقاط.

وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية السلفادور ألكسندرا هيل،: "نواصل مباحثاتنا مع روسيا لتحقيق التهدئة في إدلب، لأنها تشكل أهمية بالنسبة لمستقبل سورية، والحل السياسي، لذلك يجب تحقيق وقف إطلاق النار".

وقبل جلسة مجلس الأمن لبحث لوضع في الشرق الأوسط وخاصة التصعيد في سورية، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغريك عن القلق إزاء الوضع المتصاعد عقب استهداف النظام للقافلة التركية"، محذراً من أن "العنف في إدلب ليس مجرد قضية إنسانية، بل إنه يشكل خطراً كبيراً على الأمن الإقليمي".

وأعلنت الأمم المتحدة أن مبعوثها غير بيدرسون استئناف نشاطه بشكل كامل في الملف السوري بعد شفائه من الإصابة وسيعاود تواصله مع جميع الأطراف المعنية "من أجل مستقبل أفضل لكل السوريين".

تنظيم «داعش»

ومع تأكيد وزيرة الدفاع الألمانية إنغريت كرامب كارنباور أنه لا يزال موجوداً في العراق رغم انتهاء العمليات العسكرية، اعتبر المبعوث الصيني شيه شياو يان، خلال لقائه مع بيدرسون أمس، أن خطر عودة تنظيم "داعش" إلى نشاطه في سورية لا يزال قائماً وعليه يجب استكمال الحرب على الإرهاب، ودعا إلى إحراز تقدم في العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة.

ترحيل اللاجئين

من جهة أخرى، أعلنت بلدية إسطنبول أمس، البدء بتطبيق استراتيجية جديدة، بعد انتهاء المهلة المحددة للاجئين السوريين المخالفين من حملة وثائق الحماية المؤقتة والإقامات.

ورحلت الولايات التركية، وخاصة إسطنبول، خلال الأسابيع الماضية، عشرات السوريين إلى شمال سورية لعدم حيازتهم بطاقة الحماية، ما أثار استياء السوريين الذين طالبوا بإعطاء مهلة للاجئين لتصحيح أوضاعهم.

سياسة جديدة للاجئين في إسطنبول وتحذيرات صينية من عودة «داعش»
back to top