حمام دم في كابول... و«داعش» يبرئ «طالبان»

غني يلوم الحركة... وشكوك أميركية وأفغانية في جدوى التفاوض معها

نشر في 19-08-2019
آخر تحديث 19-08-2019 | 00:10
أفغان يشيعون ذويهم في كابول أمس (رويترز)
أفغان يشيعون ذويهم في كابول أمس (رويترز)
وسط آمال الأفغان بإبرام اتفاق يبدو وشيكاً بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، حوّل تنظيم داعش حفل زفاف في كابول إلى حمام دم بهجوم انتحاري أسفر عن مقتل 63 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وجرح 182 آخرين.

ويقيم الأفغان حفلات زفاف ضخمة في قاعات كبيرة يُفصل فيها عادة الرجال عن النساء والأطفال، وغالباً ما يشارك فيها مئات المدعوين وأحياناً كثيرة الآلاف.

وفي محاولة لإنقاذ مساعي الولايات المتحدة خصوصاً إنهاء أطول حرب في تاريخها، سارعت حركة طالبان إلى التنديد بالهجوم، الذي يتزامن مع استعداد أفغانستان للاحتفال باستقلالها عن بريطانيا، ونفت تورطها فيه.

وبرأ «داعش» ساحة الحركة، التي تخوض تمرداً منذ أن أطاحها من الحكم تحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 2001، بإعلانه على تطبيق تليغرام «نجاح أخ انتحاري في تفجير نفسه في تجمع كبير للرافضة»، مشيراً إلى أنه يدعى «أبوعاصم الباكستاني».

وبينما تستعد أفغانستان للاحتفال باستقلالها، كتب الرئيس أشرف غني أن «حركة طالبان لا يمكن أن تعفي نفسها من أي لوم لأنها تستخدم منصة للإرهابيين»، واصفاً الاعتداء بـ «الوحشي» .

وصدرت تنديدات كثيرة من السفارات الأجنبية في أفغانستان وبعثتي حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة، في وقت وصف المسؤول في الاستخبارات الأفغانية رافي فضل ورئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله الاعتداء بأنه «جريمة ضد الإنسانية».

وفي حين دفع الغضب كثيرين من الأفغان للتشكيك في جدوى التفاوض بقطر مع «طالبان» على إخراج القوات الأميركية وإنهاء العنف الأعمى، أثار اتفاق السلام، الذي يبدو أن الطرفين اقتربا من إبرامه، مخاوف من أن تؤدي رغبة الرئيس دونالد ترامب في سحب 14 ألف جندي سريعاً إلى اندلاع حرب أهلية.

وبعد 18 عاماً من أحداث 11 سبتمبر 2001، التي دفعت واشنطن بشكل رئيسي لغزو أفغانستان، أعرب ترامب الجمعة عن ارتياحه إزاء تطور المباحثات بخصوص إنهاء الحرب.

ومن المتوقع أن يعود المفاوض الأميركي زلماي خليل زاد إلى المنطقة قريباً على أمل إنهاء اتفاق مع الحركة الأفغانية الجهادية المسلحة. وأثار مثل هذا الاتفاق التاريخي المحتمل غضب مجموعة كبيرة من معارضي ترامب في واشنطن، من محافظين جدد إلى مسؤولين في الإدارة الديمقراطية السابقة والأبطال العسكريين السابقين، إذ حذروا في تغريدات ومقابلات ومقالات رأي في صحف عدة، من إعادة 14 ألف جندي أميركي في أفغانستان سريعاً إلى ديارهم، داعين الرئيس للتعامل مع هذه الحرب كما تعامل مع ملف كوريا الشمالية وأسلحتها النووية حين أصر على الخروج بلا اتفاق عوضاً عن إبرام اتفاق سيئ.

back to top