رحاب البياري: أعمالي تتناول واقع المرأة المأزوم

تدعو إلى الانعتاق من الثقافة الذكورية

نشر في 18-08-2019
آخر تحديث 18-08-2019 | 00:00
الفنانة التشكيلية رحاب البياري
الفنانة التشكيلية رحاب البياري
برهافة أنثى، وريشة ناعمة، وألوان جريئة، تشق الفنانة التشكيلية رحاب البياري طريقها في عالم التشكيل العربي، متجاوزة الحدود الجغرافية، رغم صغر سنها، فهي فلسطينية الأصل، ونشأت في السعودية، وتعيش في الأردن راهنا.
اكتسبت الفنانة التشكيلية رحاب البياري خبراتها من الغربة والترحال، حاملة على كاهلها قضية المرأة العربية، وتستعد خلال الأيام القادمة لإقامة معرض جديد يضم أحدث أعمالها.

وفي لقاء معها لـ "الجريدة" تقول البياري: "معرضي القادم يضم أكثر من 20 لوحة، رسمت معظمها في الفترة الأخيرة، وبقية اللوحات شاركت بها في معارض سابقة بالسعودية والأردن ومصر والمغرب، وحصلت على جوائز وشهادات تقدير.

تحفيز المرأة

وأضافت البياري أن اللوحات تتناول قضية المرأة وواقعها المأزوم، وأحلامها وطموحاتها نحو التحرر والانعتاق من الثقافة الذكورية المهيمنة عليها، وهي رسائل تحكي عن المرأة وتحفزها لتخرج من صومعتها الوهمية، وتخرج من القيود التي تربت عليها على أنها تقاليد لتعيش في مجتمع ذكوري يسلب منها الحرية بكل أنواعها، ويعتبرها عورة نخجل منها، لدرجة أن الأنثى أصبحت مقتنعة أنها كذلك ليس لها حرية الاختيار أو التعبير عن ذاتها. وهذا ليس بالمطلق، فهناك سيدات أثبتن ذواتهن ونجحن بما يفوق الرجل.

أسلوب خاص

وعن أسلوبها في الرسم تقول البياري: "لي أسلوبي الخاص الذي يقوم على الدمج بين الواقعي والسريالي والتجريدي، وتختلف لوحاتي، فلدي لوحات زيتية واكليريك ومائي وباستيل حسب الفكرة من خلال رؤيتي وإحساسي بكل لوحة، لأن اللوحة بالنسبة لي عالم خاص بي، كأنها قصيدة شعرية أبحر فيها إلى آخر المدى، والرسم أجمل حالة أعيشها، مشيرة إلى أن لها أكثر من 10 سنوات في هذا المجال، "وأعتبر خبرتي مازالت متواضعة بين العمالقة من الفنانين الذي تعلمت منهم الكثير".

وتابعت: "لأني درست الألوان وتأثيرها على الشخص، فقد وجدت أنني أستطيع أن أشد اهتمام بعض الأشخاص من خلال اللون، وبعض الأشخاص من خلال الفكرة وبعض الأحيان من خلال الأسلوب، وهذا من خلال خبرتي ودراستي في التنمية وتطوير الذات وتأثير اللون على الشخص.

وعن نشأتها ومسيرتها، قالت البياري: "كنت أكبر إخوتي، وحظيت باهتمام والدي بتنشيط موهبة الرسم لدي في فتره المراهقة، كنت أحب البحر كثيرا، فكانت أكثر لوحاتي عن البحر وعالم البحار، ثم بدأت أترجم أحلامي على لوحاتي، وطورت نفسي من خلال متابعتي لبرامج الرسم، ومن خلال التدريب المستمر للرسم، كنت أرسم على "كراسات" الرسم البسيطة، ثم تطورت وزادت ثقتي بنفسي وأصبحت أرسم بألوان زيتية، وكنت أستلهم أفكاري من خلال قصائد شعرية أو قصص تحاكي أحلامي، ورسمت لوحات واقعية وطبيعة، وجربت أغلب المدارس الفنية.

معارض ومشاركات

واختتمت: "شاركت في العديد من المعارض التي أقيمت في أغلب مناطق السعودية، في منطقة أبها، وفي جدة شاركت مع الفنان محمد العبلان في غاليري نسمة، ومركز الملك فهد بالرياض والدمام والخبر والقطيف، وعملت على تنظيم معارض في الأردن، معرض "الفنانين العرب 2" مع الفنان محمد بوليس، ومعرض "منارة العرب للثقافة والفنون" بشراكة مع الصحافي نصر الزيادي، وأسست مهرجان "لون كلمة نغم" مع الشاعر فادي شاهين، جمعنا فيه بين الفن التشكيلي وفن الخط والنحت والطرب والشعر، ضمت فنانات وفنانين تشكيليين وشعراء ومطربين وعازفين، ويستهدف المهرجان إظهار المواهب بطرق مختلفة لكسر الروتين الممل بأسلوب مبتكر ومشوق، كما حصلت على جوائز وشهادات تقدير في الفن التشكيلي والتصوير ونظمت معارض ومهرجانات فنية دولية ومحلية.

لوحتي هي عالمي... وقصيدتي أبحر فيها إلى آخر المدى
back to top