الهيبيون يعودون إلى «وودستوك» بعد 50 عاماً من المهرجان الشهير

نشر في 18-08-2019
آخر تحديث 18-08-2019 | 00:00
موسيقى الهيبي أحيت ذكريات عشاقها
موسيقى الهيبي أحيت ذكريات عشاقها
قبل خمسين عاما بالضبط انضم ليس بوانيلي إلى مهرجان وودستوك، الذي سمع عنه عبر الإذاعة، وحيث التقى زوجته المستقبلية.

وقد عاد بوانيلي الآن إلى مدينة بيثيل الريفية في شمال غرب نيويورك، التي طبعت حياته بشكل كبير، شأنه في ذلك شأن مئات الهيبيين المتقدمين بالسن الذين ارتدوا قمصانا قطنية شحب لونها، وسترات من جلد الإبل، التي ترمز إلى حقبة "السلام والحب"، واعتمروا أكاليل الورد.

ويستذكر بوانيلي، الذي كان في التاسعة عشرة يومها، وهو واقف بالمكان الذي نصب فيه المسرح الشهير، "كانت الحشود تغمرنا، وسخاء الناس كذلك".

وقد صعد إلى هذا المسرح فنانو روك مشهورون، مثل: جيمي هندريكس، جانيس غوبلين وسانتانا، وغنوا أمام نحو نصف مليون شخص.

وهو يتذكر أيضا، أنه بعدما أمضى عطلة نهاية الأسبوع مع صديقته الجديدة غايل انتقلا إلى وراء المسرح، حيث كان جو كوكر بدأ بالغناء، ليودعا بعضهما بعضا.

وبعد سنتين على رقصهما معاً على أنغام فرق، مثل: "كريدنس كليرووتر ريفايفل" و"كاند هيت"، تزوج ليس وغايل، وأنجبا خمسة أطفال، وكان لهما 12 حفيدا.

وشكَّل "وودستوك" مهرجانا مرجعيا لجيل كامل، وهو شهد بين 15 و18 أغسطس 1969 قدوم نحو نصف مليون شخص إلى حقول منطقة كاتسكيلز الجميلة.

وتدير جمعية بيثيل وودز سنتر فور آرتس الموقع، وهي تنظم من وقت لآخر مهرجانات، وتشرف على متحف مكرس لـ"وودستوك".

وانطلقت الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمهرجان مع حفلة للمغني أرلو غاثري، ابن فنان الفولك الشهير وودي غاثري، الذي شارك في المهرجان عام 1969 عندما كان في الثانية والعشرين.

وعندما طالب الحضور برفع الصوت مازح غاثري يضحك، قائلا: "أدرك أن في هذه المرحلة من العمر يحتاج غالبية الناس بين الحضور لأجهزة تساعد على السمع"، ما أضحك الحضور كثيرا.

وسيتعاقب على المسرح رينغو ستار وسانتانا وجون فوغيرتي من فرقة "كريندس كليرووتر ريفايفل".

أما آر جاي بينتو، الذي يركب دراجة هوائية، فهو يتوجه سنويا تقريبا إلى بيثيل، لاستعادة الأجواء التي كانت مهيمنة فيها قبل خمسين عاما.

ويقول بحماسة: "السلام والموسيقى والحب كلها موجودة هنا، كانت ظاهرة عالمية".

ويؤكد بينتو أنه شهد الكثير في عام 1969، رغم الفوضى المعممة خلال المهرجان، لكنه يذكر خصوصا تقبيله جانيس غوبلين.

وقد أتى البعض من مسافات بعيدة، لاستعادة روح "وودستوك"، مثل باتريك ديلو، الذي وصل من بلجيكا خصيصا. وكان في العاشرة عام 1969، لكنه شاهد الفيلم الذي كرس المهرجان كذروة لحقبة الهيبي، وحاز جائزة أوسكار في عام 1970.

ويروي الرجل (60 عاما): "لقد طبع هذا الحدث حياتي برمتها. كانت فكرة واحدة تهيمن عليَّ، وهي تحقيق حلمي بالمجيء إلى هنا في الذكرى الخمسين لـ(وودستوك)، إلى الموقع الأصلي للمهرجان".

ويؤكد أن روح "وودستوك" تعود إلى أن "الأحداث الراهنة، سواء بالقارة الأميركية أو في أوروبا، مقلقة. العالم يفتقد أكثر فأكثر التضامن، وأحداث كهذه تعززه".

وقبل وصوله إلى "وودستوك"، توجَّه بوانيلي، كما يفعل يوميا تقريبا، إلى قبر زوجته التي توفيت عام 2016، وقد كتب على قبرها "من وودستوك إلى الأبدية".

ويضيف، وهو يسرح بنظره على التلال المحيطة ببيثيل: "هنا بدأت الحياة".

back to top