هزيمة ماكري تهوي ببورصة الأرجنتين وعملتها

سوق الأسهم تراجع 38% والبيزو انخفض 15.27%

نشر في 14-08-2019
آخر تحديث 14-08-2019 | 00:00
No Image Caption
تعاني الأرجنتين حاليا ركودا، ووصلت نسبة التضخم فيها إلى 22 في المئة لأول مرة في النصف الأول من العام، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم.
انهارت بورصة بوينس ايرس، مساء أمس الأول، مغلقة على تراجع بلغ نحو 38 في المئة، غداة الهزيمة المدوّية للرئيس الليبرالي ماوريتسيو ماكري أمام مرشح يسار الوسط البيروني ألبرتو فرنانديز في الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر المقبل.

وأغلق مؤشر «ميرفال» على 27 ألفاً و530.80 نقطة، في جلسة بدأها أصلاً بخسارة 10 في المئة من قيمته عند افتتاح التداولات، وأنهاها بخسارة 37.93 من قيمته، في حين وصلت الخسارة التي تكبّدتها بعض الشركات المدرجة في البورصة إلى نحو 50 في المئة.

وأتى هذا الانهيار غداة الهزيمة المدوّية التي مني بها ماكري، الذي يتبنّى سياسات داعمة للشركات.

وتعاني الأرجنتين حاليا ركودا، ووصلت نسبة التضخم فيها إلى 22 في المئة لأول مرة في النصف الأول من العام، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم.

كما يعاني 32 في المئة من السكان الفقر.

وبدعم من صندوق النقد الدولي، أطلق ماكري خطة تقشف لم تلق قبولاً لدى الارجنتينيين الذين تضاءلت قوتهم الشرائية بشكل كبير.

على صعيد متصل, هوت عملة الأرجنتين وأغلق البيزو منخفضا 15.27 في المئة عند 53.5 للدولار الأميركي، بعد أن هوى في وقت سابق نحو 30 في المئة إلى مستوى قياسي منخفض عند 65 للدولارا، بعد أن مني ماكري بخسارة فادحة في انتخابات أولية.

وهيمن مرشح المعارضة ألبرتو فرنانديز، الذي اختار الرئيسة السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر معه لمنصب نائب الرئيس، على الانتخابات الأولية بفارق أكبر كثيرا من المتوقع بلغ 15.5 نقطة مئوية.

وقال فرنانديز إنه سيسعى لإعادة صوغ اتفاق قرض مشروط بقيمة 57 مليار دولار وقعته الأرجنتين مع صندوق النقد الدولي، إذا فاز في الانتخابات العامة في أكتوبر.

وامتنعت متحدثة باسم صندوق النقد عن التعقيب على نتيجة الانتخابات الأولية في الأرجنتين، مشيرة إلى سياسية الصندوق في عدم التعقيب على التطورات السياسية في أي دولة.

وعلى الرغم من أن ماكري وجد صعوبات في إحداث تحول في الاقتصاد وترويض التضخم فإن مستثمرين يرون في فرنانديز احتمالا محفوفا بمخاطر أكبر، بسبب سياسات سابقة للمعارضة للتدخل في الاقتصاد.

وجاءت الأسهم الأرجنتينية بين أكبر الخاسرين على المؤشر ناسداك، وأغلق مؤشر ميرفال المحلي للأسهم منخفضا 31 في المئة. وتسببت انخفاضات بين 18-20 سنتا في السندات الحكومية القياسية للأرجنتين لأجل 10 أعوام و100 عام في تداولها عند نحو 60 سنتا للدولار أو حتى أقل من ذلك.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الأسهم والسندات الأرجنتينية والبيزو لم تسجل مثل هذا الهبوط المتزامن منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلد الواقع في أميركا الجنوبية في 2001، وأدت إلى تخلفه عن سداد ديونه.

وخفض «مورغان ستانلي» توصيته للدين السيادي للأرجنتين والأسهم، وقال إن حساباته تشير إلى أن البيزو قد يهبط بنسبة 20 في المئة أخرى.

وتدخل البنك المركزي الأرجنتيني بائعا 105 ملايين دولار في سوق النقد الأجنبي، للدفاع عن البيزو في وجه موجة المبيعات الواسعة.

وقال متعاملون إن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها البنك المركزي احتياطياته من العملات الأجنبية للبيع في السوق منذ سبتمبر من العام الماضي.

وتولى ماكري، وهو سليل واحدة من أكثر العائلات ثراء في الأرجنتين، السلطة في 2015 على وعود بإعادة تنشيط ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية عبر إجراءات لتحرير الاقتصاد.

لكن الانتعاش، الذي وعد به لم يتحقق وضربت أزمة مالية حادة البيزو، وأرغمت ماكري على أخذ قرض صندوق النقد في مقابل التعهد بإنهاء العجز في ميزانية الأرجنتين.

وأشارت انتخابات الأحد إلى أن فرنانديز لديه تأييد كاف للفوز بالرئاسة في الجولة الأولى من الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر بدون أن يضطر إلى خوض جولة إعادة في نوفمبر.

وقال فرنانديز إن ردود فعل الأسواق كانت عقابا لماكري على فشله في الاقتصاد.

back to top