آمال : مش عشاني... عشان الناس!

نشر في 08-08-2019
آخر تحديث 08-08-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي يحدثني صديق: كان منظراً لا يُنسى. شيخ طاعن في السن يتوسل إلى ابنه ألا يطرده من المنزل. متحججاً بـ "الناس هتقول عنك إيه لما يعرفوا إنك طردت أبوك!"، ويكمل صديقي بصوت الأب: "مش عشاني... عشان الناس وكلام الناس، ع الأقل".

يقول الصديق: "كان الشيخ يصرخ لكن بصوت متعب مرهق، وشخصية مكسورة. لكنني وآخرين تجمعنا حوله لتهدئته، في حين تجمع حول الابن العاق مجموعة أخرى، بعضهم يشتمه وبعضهم يحاول إقناعه ووو...".

لا حاجة لي باستكمال الحكاية الحزينة، لكنني سأقتطع منها بعض كلمات الأب "الناس هتقول عنك إيه؟"، و"مش عشاني عشان الناس"، لأوجهها إلى الحكومة بسبب منظر "سيارات الطباعة" الموجودة بالقرب من مباني الخدمات. وهو المنظر الذي يتداوله الناس بين حين وآخر.

وحكومتنا متميزة في إظهار الكويت أمام العالم بمظهر يختلف عن المخبر، سواء من ناحية الديمقراطية أو من ناحية تطبيق القوانين، أو غير ذلك. فلِمَ لا تحرص على إظهار نفسها متطورة تواكب العصر والتكنولوجيا، بدلاً من هذا المحيط المهترئ، من مبانٍ وتبادل وثائق بشكل بدائي وما شابه؟

ليس من أجل الشعب، الذي نعرف أنها لا توليه اهتماماً ولا يستحق منها حتى ابتسامة، لكن على الأقل "عشان الناس".

back to top