نقطة : مرآة المستقبل المبهر

نشر في 02-08-2019
آخر تحديث 02-08-2019 | 00:20
 فهد البسام في جمهورية مصر العربية الشقيقة، ابن القاضي يصبح قاضياً ولو بعد فوات المواعيد، وابن الممثل لابد أن يمثل مهما كان حجم موهبته وكثافة دمه، وابن الصحافي زاويته جاهزة وهو في بطن أمه، أما ابن الضابط فيولد ونجومه اللامعة على كتفيه، وهكذا دواليك في أغلب المهن والوظائف والأعمال، من أصغر بواب إلى أكبر لواء، لكن عندما فكر الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تلميع ابنه جمال، تمهيداً لخلافته بالرئاسة، لم يتقبل الشعب المصري ذلك، وبقية الأحداث تعرفونها، لكن هذه قصة أخرى.

في دولة الكويت، التي تحكمها حكومتها الشقيقة، وبحكم العشرة الطويلة وتبادل الخبرات المستمر باتجاه واحد، فقد استوردنا العادات المصرية اللطيفة بشأن مستقبل الأبناء، فأصبح الكويتي يرث مهنة أو موهبة أو وظيفة والده الحكومية على الطريقة المصرية، وذلك بعد أن مهدنا الطريق لهذه العادة العائلية بلمستنا المحلية المحببة، فجعلنا من المواطن الكويتي أيقونة لا يتحاسب ولا يتفنش، ويشتكي ولا يُشتكى عليه، ويطوف الدور والدور ما ينطاف عليه، يطق وما ينطق، وهكذا دواليك - أيضاً - مع غيرها من المزايا والمكافآت العامة المتفق عليها والمسكوت عنها والموجودة لتمييز وضعه في بلده الحبيب.

أخيراً تفوقنا على الإخوة المصريين للمرة الأولى منذ ٧٠٠٠ سنة، فنحن حصّنا المواطن وورثناه المناصب الحكومية، وهذا ما لم يفكر فيه الفراعنة ولا حتى السلاجقة، ميراث وحصانة من المال العام، وناهيكم عما يتردد عن كون تعيين الأبناء في وظائف الآباء الحكومية أمراً لا يتسم بالعدالة والمساواة، ويفسد بيئة العمل، ويجعلها أقرب للنادي الحصري منها للوظيفة العامة، ويحضر لبيئة منافسات عائلية، فكل ذلك لا يعنيني بتاتاً، فقط أملي الوحيد ألا يكون الآباء قدوة ومثالاً لأبنائهم في كل شيء، فما نحن فيه مما ترون حولكم هو نتاج آبائهم في كل المناصب والمواقع والمراكز، كما أتمنى أن تنقطع صلة الرحم وحبل التوريث عند الجيل الثاني وكفى، فلو أن الأبناء قرروا بدورهم توريث أبنائهم كذلك، فسنرى الشباب في المستقبل يتوجهون لديوان الخدمة المدنية حاملين معهم حصر الوراثة والقسام الشرعي واثنين شهود، بدلاً من الشهادات الجامعية المضروبة.

back to top