الفرس والروم وممالك العرب

نشر في 02-08-2019
آخر تحديث 02-08-2019 | 00:01
 م. فيحان الشبلي من أعظم الإمبراطوريات على مر التاريخ، الروم (بنو الأصفر) وأتحدث هنا عن البيزنطيين، وعاصمتهم المنيعة القسطنطينية، وكانت إمبراطوريتهم تسيطر على شرق أوروبا وشمال إفريقيا وأجزاء من الشام، كما كانت مصر تابعة لهم، وعلى الطرف الآخر هناك الإمبراطورية الفارسية الكسروية، وعاصمتها «المدائن»، وكانت تسيطر على إيران وأذربيجان وبلاد القوقاز وبلاد ما وراء النهر (الترك) والعرب في العراق وكذلك مملكة الحيرة، وسيطرت في بعض الأحيان على مصر، والقدس وأجزاء من الشمال الإفريقي.

بهذه المقدمة، وددت أن أستعرض قوة الإمبراطوريتين ومدى ارتباطهما بالوطن العربي منذ القدم. كانت هاتان القوتان تتقاتلان على مر السنين للسيطرة على الوطن العربي، والمآرب طبعا اقتصادية بحتة، والعرب في تبعية لا يحركون ساكناً، مغلوبون على أمرهم، والأدهى أن هاتين القوتين كانتا توعزان إلى العرب بأن يقاتل بعضهم بعضاً، رغم أنهم أبناء عمومه ولغة ومنطقة جغرافية واحدة! وعلى ذلك فإن فكرة «فرق تسد» بين العرب قديمة جداً، فكان العربي ذو التبيعة الفارسية يكره العربي ذا التبعية الرومية.

ما أردته من سرد التاريخ أن نعلم أنه يعيد نفسه كثيراً، وفي هذا الزمان نجد نفس الإمبراطوريتين، ولكن بمسمى آخر، والهدف نفسه، السيطرة على مقدراتنا، وبث الكراهية والبغضاء بين العربي وأخيه حتى لا تقوم لهما قائمة، فهذا العربي يكره أخاه دون سبب ظاهر ولو سألته لأجاب بأنه لا يعلم، ولكننا نعلم أن التاريخ يعيد نفسه، رغم أن الإمبراطوريتين في هذه المرة على وفاق تام ضد العرب، والسبب هو ديننا الحنيف ، إذ لم تنسيا كيف أنهى الإسلام تاريخهما وفكك دولهما، وغير في دين أبنائهما، تحالفوا في هذا الزمان لابتزازنا، فها هي إيران تهدد أميركا، والعكس أيضاً صحيح، ونعلم أن تهديداتهما فقط لجني الأموال، نحن مدركون أنها مسرحية وأن العرب هم الكومبارس، فمتى سيستفيق هؤلاء الكومبارس ليلعبوا دور البطولة.

back to top