دبلوماسية التعامل

نشر في 02-08-2019
آخر تحديث 02-08-2019 | 00:03
 ناصر بدر ناصر هناك العديد من الأبحاث والمواقع التي تناولت فنون التعامل مع الآخرين وكيفية استخدام أساليب دبلوماسية تعالج القضايا العالقة بين الناس، ولكن معظمنا مع الأسف لا يستفيد من هذه المعلومات الوفيرة للمتخصصين في مجال علم الأخلاق والقيم الإنسانية وفنون التعامل، وهذا يدل على عدم الإقبال على القراءة في مجتمعاتنا.

نرى في الآونة الأخيرة العديد من الإشكالات التي تحدث بين الناس، خصوصا أيام العطل، حيث الازدحام في الشوارع والأماكن العامة، مما يسبب العنف والمشاجرات – لاسيما بين المراهقين – وعادة ما تتضاعف المسألة لتصبح بين فريقين، كل منهما يحارب الآخر، وغالباً ما ينتهي الأمر بجريمة وخيمة، رغم أن أسبابها لا تستحق ذلك. وهنا أتساءل: أين دور الأسرة التربوي المبني على القيم الأخلاقية والتسامح والعادات النبيلة؟ لماذا لا نسعى إلى تكوين صداقة بدلاً من العداوة مع الآخرين!

إن إدارة التعامل الجيد مع الآخرين ليست بالأمر البسيط، إنما هي فن يحتاج إلى مهارة وخبرة للتكيف مع الطباع المختلفة، ومن هذه المهارات «فهم لغة الجسد» وهي من طرق التعامل مع الناس بذكاء، كإيماءات اليدين أثناء الحديث، والتحكم بمستوى الصوت، والابتسامة، وحسن الاستماع وغيرها من الأمور التي تعتبر بمثابة المعايير والتكتيكات المفترض أخذها بعين الاعتبار لتجنب سوء الفهم والوقوع في مشكلة.

وحفاظا على الود وكسب ألفة الآخرين، على المرء أن يتبع عدة أمور مثل حسن الخلق والعطاء دون مقابل والمناقشة بهدوء وعدم إساءة الظن والاعتذار عند الخطأ، مع الحذر من الكذب. يقول الشاعر الإنكليزي الكسندر بوب: «من يكذب مرة، لا يدرك قدر الورطة التي أوقع نفسه فيها، إذ عليه أن يخترع عشرين كذبة أخرى للحفاظ على هذه الكذبة». ومن هذا المنطلق يجدر بنا التعامل مع الآخرين بفن ورقي، لأن ذلك يعكس تربيتنا وحسن خلقنا، ويؤصل روح التعاون والإخاء مع الجميع، حتى نصنع مجتمعا متفهما وأكثر حضارة وسعادة وتراحما.

back to top