عمالة نصرالله للنظام الإيراني

نشر في 31-07-2019
آخر تحديث 31-07-2019 | 00:10
اهتم الحرس الثوري الإيراني بتشكيل ميليشيات طائفية مسلحة في دول الجوار، واهتم بتدريبها عسكرياً وصاغ فكرها الأيديولوجي، وأصبحت كل من تلك الميليشيات تمتلك أسلحة أقوى من جيش الدولة التي توجد فيها، مع ولائها الذي تدين به لنظام طهران... لذلك سمعنا بعض قادة إيران يؤكد أن القرار في أربع دول عربية أصبح في يد طهران، وأن قيام الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد قد اقترب.
 د. عبدالمحسن حمادة جميع خطابات نصرالله تؤكد أنه عميل للنظام الإيراني، خصوصاً خطابه الأخير الذي ألقاه قبل أسبوعين. ومما يجب توضيحه أنه ليس بين العرب وإيران، كدولة أو شعب، أي عداء، ولكن المشكلة تكمن في نظام الحكم الذي استولى على حكم طهران بعد إسقاط نظام الشاه، وأطلق على نفسه جمهورية إيران الإسلامية، وأعلن أن لهذه الجمهورية مبادئ رفيعة وسيسعى إلى نشرها في دول الجوار، وضمّن ذلك في دستوره. ولتحقيق تلك الأهداف أنشئ الحرس الثوري لحماية الثورة الإيرانية في الداخل الإيراني ونشر فكرها في دول الجوار، فاهتم ذلك «الحرس» بتشكيل ميليشيات طائفية مسلحة في دول الجوار، واهتم بتدريبها عسكرياً وصاغ فكرها الأيديولوجي، وأصبحت كل من تلك الميليشيات تمتلك أسلحة أقوى من جيش الدولة التي توجد فيها، وتدين بالولاء لنظام طهران، فأصبحت تلك الميليشيات بمثابة حصان طروادة إيراني أو جيش احتلال إيراني، لذلك سمعنا بعض قادة طهران يؤكد أن القرار في أربع دول عربية أصبح في يد طهران، وأن قيام الإمبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد قد اقترب.

ومن هذه الميليشيات «حزب الله» اللبناني، وبعض فصائل الحشد الشعبي العراقي والحوثي في اليمن، وقد أفشلت السعودية ودول الخليج العربي جميع محاولات طهران في زرع ميليشيات موالية لها في السعودية ودول الخليج العربي بفضل يقظة تلك الدول وإلمامها بحيل النظام الإيراني وكيفية مواجهته. ومن المؤكد أن «حزب الله» اللبناني أقوى تلك الميليشيات وأكثرها خبرة وخاض حروباً لصالح نظام طهران، وأشدها سوءاً وبشاعة حربه ضد الشعب السوري الذي انتفض على حكم دكتاتوري مستبد ونادى بإقامة حكم ديمقراطي، مثله كمثل شعوب العالم الحر، فجاءت ميليشيا «حزب الله» إلى سورية لمؤازرة ذلك النظام المستبد وقتلت الآلاف من الشعب السوري وهجّرت الملايين حفاظاً على نظام دكتاتوري لمجرد أنه عميل لنظام طهران. ويطلقون على أنفسهم كذباً وزوراً أنهم محور المقاومة والممانعة ضد إسرائيل، علماً أن إسرائيل وجهت إليهم أكثر من مئتي ضربة ولم يتجرأوا حتى على الرد عليها، لأن السلاح الإيراني لن يوجه إلا إلى العرب.

نقول لنظام طهران: عليكم أن توفروا تلك الأموال التي تنفقونها على تلك الميليشيات والحروب، فالشعب الإيراني الذي يعاني الفقر والجوع أولى بتلك الأموال، وإيران لم تشهد منذ أربعين عاماً تشييد مشروع يخدم مستقبل الدولة والشعب، وجميع الأموال مسخرة للحروب والميليشيات، لقد دمر استمرار الحروب دولاً أقوى منكم وأكثر تقدماً وغنى، تفكك الاتحاد السوفياتي بسبب الحروب والإنفاق على الدعاية وشراء العملاء، الشعوب العربية واعية لمخططكم ولن تسمح لكم بتحقيقه، وهي أقوى منكم، نأمل أن يتغير نظام طهران ويأتي نظام يؤمن بأهمية استغلال الثروة النفطية والتعاون مع دول المنطقة لتحقيق نهضة صناعية وتجارية وثقافية لإسعاد شعوب المنطقة ورفاهيتها.

back to top