نحتاج إلى دكتاتورية... أحياناً

نشر في 30-07-2019
آخر تحديث 30-07-2019 | 00:08
كم هو مؤلم عندما نرى تزايداً في أعداد المخالفات التي تنشرها وزارة الداخلية بشكل دوري، مما يعني أننا نسير إلى الأسوأ، كم هو مؤلم أن تقع عائلات كاملة ضحايا لهذه الفوضى التي تسود شوارع الكويت دون رادع... ندعو الله أن يهيئ لها من يتصدى لهذه الفوضى الضاربة بأطنابها في شوارع البلاد.
 يوسف عبدالله العنيزي بعيداً عن الأحداث المؤلمة التي يعيشها عالمنا العربي والتي تشعرنا بالغثيان، وبعيداً عن مسرحيات الصراع الأزلي بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين وبعض الأنظمة العربية من جهة والجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة أخرى، والتي يساورنا الشك أحياناً في وجود اتفاقات غير معلنة ضد شعوب المنطقة لإدخالها في متاهات يصعب الخروج منها، فتستمر في الدوران بلا بداية أو نهاية، ويستمر استنزاف ثروات المنطقة بطرق ذكية ومتنوعة... بعيداً عن كل ذلك، ولنا عودة إلى الموضوع في مقال قادم، دعونا نَعُد إلى الكويت الغالية.

والواقع أن ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع بعض المشاهدات المؤلمة التي جعلتني أحس بأننا فعلاً بحاجة إلى الدكتاتورية أحياناً، وذلك لتخليص المجتمع من تلك السلبيات المؤلمة؛ ففي مواقف إحدى الجمعيات التعاونية رأيت اثنين من الشباب يجلسان في سيارة رباعي الدفع مع إدخال بعض التعديلات الإضافية، يتناولان الطعام والشراب، وحتى الآن تبدو الأمور طيبة، ولكن فجأة فتح أحدهما النافذة ليلقي بكل قوته زجاجات المشروبات الغازية والحمد لله أنها لم تتكسر، ولو حدث ذلك لانتثر الزجاج على مدى الشارع، وما هي إلا برهة حتى فتح الشاب الآخر النافذة الأخرى ليرمي بقايا الأكل... وهنا جال في خاطري تساؤل: يا ترى هل يمكن أن يقوما بمثل هذا التصرف عند زياراتهما للدول الأخرى... إذن فلماذا الكويت؟ والواقع أنه خطر ببالي الحديث معهما، ولكن أحد الأعزاء نصحني بألا أفعل ذلك، حتى لا أسمع كلاماً غير لائق.

أما اللوحة الأخرى المؤلمة فقد رأيتها في شارع دمشق، حيث قام خمسة من الشباب بقيادة سياراتهم الضخمة وتكوين موكب يتحرك باستخفاف واستعراض، مما أثار الخوف لدى مستخدمي الطريق، وهنا أيضاً نطرح نفس التساؤل: هل يمكن أن يقوم هؤلاء الشباب بمثل هذا الاستعراض عند زياراتهم للدول الأخرى، سواء الأوروبية أو بعض المدن الخليجية... إذن فلماذا الكويت؟

كم هو مؤلم عندما نرى تزايداً في أعداد المخالفات التي تقوم وزارة الداخلية بنشرها بشكل دوري، مما يعني أننا نسير إلى الأسوأ، كم هو مؤلم أن تقع عائلات كاملة ضحايا لهذه الفوضى التي تسود شوارع الكويت دون رادع... ندعو الله أن يهيئ لها من يتصدى لهذه الفوضى الضاربة بأطنابها في شوارع البلاد... حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top