آمال : الكويت... رائحة فقط!

نشر في 28-07-2019
آخر تحديث 28-07-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي في مناسبة دعانا إليها أحد الأصدقاء في منزله، تحدث شخص، يبدو من حديثه وأسئلة بعض الحاضرين الموجهة إليه أنه في منصب كبير. سألت عنه، همساً، فأخبرني صاحب الدعوة، فاحترت هل أفتح فمي أولاً أم عينيّ، لفرط الدهشة مما رأيت وعرفت. مكمن دهشتي ليس منصب هذا الشخص، ولا ثراءه أو ثراء أسرته، بل ثيابه الرثة ومظهره المثير للشفقة، بغترته التي كأنها خرجت للتو من فم عنزة لاكتها حتى ملّت منها، وثوبه الذي يذكّرنا بعصور ما قبل "الغسيل والمكوى"، ولحيته غير المهذبة، ووو... كان منظراً لا يقبله عامل النظافة في الشارع على نفسه، رغم ما في الشارع من حر ووعثاء وغبار وغير ذلك.

هذا النوع من البشر لا يقال عنه "ثري"، بل على العكس هو شديد الفقر، بغض النظر عن أرصدته البنكية.

واليوم يقول ترامب عن الكويت إنها ثرية، قياساً بأرصدتها البنكية، مع أن غترتها "ماضغتها عنز"، وثيابها لا تعرف المكوى، وشعرها يخجل السحرة ويدفعهم إلى التقاعد ومراجعة التأمينات، وشوارعها تصيب الفأر المتعافي بكسور في العمود الفقري وديسك في الرقبة، وتصيب القطط بقطع في الرباط الصليبي! ومدارسها ومستشفياتها ومرافقها ووو لو شاهدها مخرجو أفلام الرعب لتسابقوا على تصوير أفلام الرعب فيها.

رائحتها فقط جميلة. رائحتها التي في الذاكرة. فلا تظلم بختك يا ترامب وتزعم أنها ثرية.

back to top