الزواج مؤسسة اجتماعية في خطر

نشر في 26-07-2019
آخر تحديث 26-07-2019 | 00:05
 ناصر بدر ناصر تعددت الدراسات عن العوامل التي تؤدي وضع مؤسسة الزواج في قائمة الخطر داخل المجتمع المحلي، ومنها تباين الطباع، واختلاف الجنسية، وفارق العمر، وعمل الزوجة، وعدم الإنجاب، والعامل الجنسي، وعدم مراعاة الحقوق الزوجية، وتعدد الزوجات، وسوء السلوك والإهمال، وغيرها من الأمور المتعددة.

هناك أسباب مباشرة وغير مباشرة أدت بدورها إلى تخلخل بيت الزوجية وصولاً إلى فنائه، مثلاً قانون الأحوال الشخصية في الكويت رقم (51) لسنة 1984، تم استغلاله بصورة سلبية من بعض النساء، بعدما ضمِن حق المطلقة في النفقة وبعض المميزات الأخرى كالمسكن وتوفير الخادمة والسيارة، فأصبحت كثيرات منهن لا يبالين بالحفاظ على بيت الزوجية. ومن ناحية اقتصادية، ومع ارتفاع تكاليف المعيشة بات الأمر أكثر صعوبة على الطرفين في مواكبة ظروف الحياة، وربما كان هذا نتيجة سوء إدارة الراتب، حيث إن معظم الشباب لا يحسنون إدارة أموالهم، وبالتالي انعكس هذا الأمر على استمرارية بيت الزوجية.

والجدير بالذكر هو استقلال المرأة ماديا عن الرجل، فبعضهن فرض سيطرته وتسلطه على الرجل، وبالتالي صار الطلاق أمرا مستساغا لهن لتجنب المسؤولية في بيت الزوج، وهذا الأمر لا يتفق بشكل أو بآخر مع الرجل العربي الشرقي، الذي تعود أن تكون الكلمة الأولى والأخيرة له، فمسألة إعطاء المرأة صلاحيات تنافس فيها الرجل، أمر مرفوض لديه.

أضف إلى ذلك من الناحية التكنولوجية أصبح كلا الطرفين أو أحدهما لا يهتم بشؤون بيته، لقضاء معظم وقته على الهاتف المحمول أو الكمبيوتر والإدمان على المواقع، كل حسب اهتمامه دون الاكتراث بالواجبات الزوجية والحياة الواقعية، مما يعد عقبة تعوقهما عن الاستمرار معا. هذا إضافة إلى أسباب أخرى، منها الغيرة الشديدة، والعناد، والبخل، ومقارنة حياة الزوجين بحياة الآخرين، واختلاف المستوى التعليمي بين الطرفين، والشعور بأن الزواج قيد اجتماعي.

وحتى يتم تفادي هذا الخطر قدر المستطاع، هناك أمور ينبغي اتباعها، مثل اختيار الوقت المناسب لحل الخلافات العالقة، وتجنب فكرة الطلاق، أو اللجوء إلى أفراد عقلاء من الأهل، وتعلم أساليب ومهارات فن التعامل الخاصة بالألفة والمحبة والابتعاد عن العدائية، فضلاً عن تأخير الإنجاب في البداية حتى يتسنى لكلا الطرفين معرفة طباع الآخر من خلال المواقف التي سيتعرضان لها في حياتهما.

back to top