الثعلب البريطاني العجوز يعرف السر!

نشر في 25-07-2019
آخر تحديث 25-07-2019 | 00:03
 عبدالمحسن جمعة هناك حقيقة راسخة لدى الجميع أو المهتمين بالشأن السياسي وتاريخه في المنطقة بأن بريطانيا هي اللاعب الأساسي الذي شكل العالم العربي الحديث، وخاصة المشرق العربي، حدودا وأنظمة وممالك، ويعرف الإنكليز بشكل مفصل خبايا وأسرار المنطقة وتركيباتها العرقية والدينية، وكل تفاصيلها، وهم من زرع إسرائيل عندنا، ودبلوماسيوهم واستخباراتهم حتى اليوم هم الأفضل في فهم وتحليل الأحداث بالشرق الأوسط، وإن كان دورهم قد تراجع بشكل كبير لمصلحة الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

يتساءل البعض لماذا سارعت لندن عند بداية أزمتها مع إيران إلى تنبيه رعاياها في مصر ومناطق أخرى من حدوث هجمات إرهابية وشيكة، وعلقت رحلات طائراتها إلى القاهرة؟... مع أن الحركات الجهادية السنية يجب أن تكون على النقيض من الطرف الإيراني، ولكن الثعلب الإنكليزي العجوز يعرف السر بأن هذه التنظيمات مخترقة من إيران، بل إن أغلبها تم تجميعها وإطلاقها في العراق وسورية من الإيرانيين وأعوانهم، سواء المالكي في العراق، أو بشار في سورية، حتى تكون كالمغناطيس الذي يجذب السذج المتشددين، لتطلق إيران والغرب حربهما ضد الأكثرية المسلمة، وتمكن الأقليات من حكم الأغلبية العربية المسلمة، كما يحدث حالياً في عدة دول عربية، ولكي تدمر كذلك الحواضر السنية الكبرى في العراق وسورية.

الإنكليزي المكار الذي بعث توماس لورنس (لورانس العرب) إلى المنطقة ليشكلها كما يشاء، ومات بحادث دراجة نارية (غالباً هو مفتعل) وهو في بداية الأربعين من عمره، وأيضاً البريطاني الذي كان أهم داعمي النظام الشاهنشاهي (الدولة البهلوية) يعرف كل أسرار المنطقة عند العرب والفرس، وتنظيمات مثل داعش والنصرة وغيرها يعلمون من الذي يديرها فعلياً ومخترقيها من الإيرانيين واستخبارات نظام بشار الأسد وحزب الله.

***

كما توقعت في مقالتي قبل السابقة بأن المتطرفين المتصهينين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية يصعدون إلى السلطة بشكل سريع، وها هو المتطرف والنسخة "الترامبية" الإنكليزية بوريس جونسون يصل إلى زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية، السيد جونسون يصف نفسه بأنه "صهيوني حتى العظم"، وله آراء معادية للإسلام.

***

هل تصدقون أن بريطانيا العظمى عاجزة عن حماية سفنها التجارية، وهي التي لم تصمد أمامها الأرجنتين طويلاً في حرب الفوكلاند، تلك الدولة اللاتينية التي لها باع عسكري طويل وصناعات عسكرية محترمة، بينما إيران بقارب 17 قدما مثبت عليه مدفع رشاش، وهليكوبتر روسية متهالكة، تخطف ناقلة بريطانية عملاقة، والمدمرات البريطانية في الخليج تتفرج على "المسرحية"؟! أمر لا يستوعبه أي ساذج، إنهم يا سادة يشحنون الفارسي بأوهام القوة، والعربي بالخطر الفارسي الحقيقي، حتى تقع المحرقة الكبرى بينهما فيفنون بعضهم البعض، وعندها يستولي الغرب على كل ما صنعه العرب من ثروات ومدخرات لديهم، ويعيدون استعمار المنطقة بشكل آخر، لذلك سيتركون إيران تفعل ما تشاء في الخليج العربي حتى تقع الواقعة.

back to top