آمال : عجم الكويت والمهايطون و«المعشّى القريب»!

نشر في 25-07-2019
آخر تحديث 25-07-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي لو عاد الزمن بي إلى الوراء، تحديداً إلى مراحل الدراسة، لما درست الهندسة وما دخلت العسكرية، بل كنت توجهت إلى دراسة علم الاجتماع. لكن سامح الله أفكار المراهقة وخيالاتها، حيث "الرتبة العسكرية" هي سنام المجد. إذ تشعر عند وضع النجمة الأولى على كتفك، أنك مؤهل لاحتلال بلجيكا وحصار شمال إيطاليا، لولا ضيق الوقت، لذا فالأفضل أن تبدأ من الشمال، وتفكر في مؤونة الشتاء لعساكرك أثناء حصارهم للدول الإسكندنافية.

كانت خيالات وأحلاماً، ولولا رحمة الله لتغيرت خرائط الأطلس. أما علم الاجتماع، فهو البحث في بطون الكتب وظهورها، وفتح أفواه المراجع لتفحص أسنانها، كما يفعل الراعي بأغنامه.

لكن مشكلة عويصة كانت ستحصل؛ هل كان بإمكاني انتقاد مجتمعاتنا، بقبائلها وعوائلها ورجال دينها ورجال دنياها وعلمائها وبصلها وقثائها؟ أم أن من واجبي أن أثني على كل من تقع عيني عليه، من باب "كل آل فلان خيّالة" كما تردد النسوة في أهازيج الأفراح والاحتفالات؟

هل بإمكاني الكتابة: "يسهل انقياد الإنسان العربي لكل ذي سطوة، دينية كانت أم دنيوية؟ وأنه كثير الهياط على ماش"، هل بإمكاني مقارنة العرقين الفارسي والعربي، أو الخليجي تحديداً، بحيادية وموضوعية وصدق؟ هل أجرؤ على كتابة جملة كهذه: "الفارسي، بشكل عام، أشجع من العربي وأكثر شموخاً وأنفة ووفاءً؟"، أم كانت ستقوم عليّ "قيامات" لا يُعرف لها رأس من ذنب؟

وبالأمس يهاجم أحد العربان، من قاطني دولة الكويت، الكويتيين ذوي الأصول الإيرانية، معتبراً نفسه الكويتي الحقيقي، أما الذين من غير عرقه فهم غير أصلاء. فهل كان بإمكاني القول له ولمن مثله: "يا قرب المعشّى" كما يقول كبار السن عندما "يهايط" أمامهم من لا يحق له الهياط؟ هل بإمكاني ذلك؟ الجواب: نعم. لكن هل سيستيقظ أولئك القوم من سباتهم؟ الجواب هذه المرة: لا. أو لن يستيقظوا بسهولة.

back to top